اليوم الذي مات فيه المعتمد على الله ، وله إذ ذاك سبع وثلاثون سنة.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن البراء. قال : وولى المعتضد بالله أبو العبّاس بن أبي أحمد الموفق بالله لاثنتي عشرة ليلة بقين من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين ، وولد بسر من رأى في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال : سمعت أبا الوليد حسّان بن محمّد الفقيه يقول : سمعت أبا العبّاس بن سريج يقول : سمعت إسماعيل بن إسحاق القاضي يقول : دخلت على المعتضد وعلى رأسه أحداث روم صباح الوجوه ، فنظرت إليهم فرآني المعتضد وأنا أتأملهم فلما أردت القيام أشار إليّ فمكثت ساعة ، فلما خلا. قال : أيها القاضي! والله ما حللت سراويلي على حرام قط.
أخبرنا علي بن المحسن بن علي التّنوخي ، أخبرنا أبي قال : حدّثني أبي قال : لما خرج المعتضد إلى قتال وصيف الخادم إلى طرسوس وأخذه عاد إلى أنطاكية فنزل خارجها ، وطاف البلد بجيشه ، وكنت صبيّا إذ ذاك في المكتب ، قال : فخرجت في جملة الناس ، فرأيته وعليه قباء أصفر ، فسمعت رجلا يقول : يا قوم الخليفة بقباء أصفر بلا سواد! قال : فقال له أحد الجيش : هذا كان عليه وهو جالس في داره ببغداد ، فجاءه الخبر بعصيان وصيف ، فخرج في الحال عن داره في باب الشماسية فعسكر به ، وحلف ألا يغير هذا القباء أو يفرغ من أمر وصيف ، وأقام بباب الشماسية أياما حتى لحقه الجيش ، ثم خرج ، فهو عليه إلى الآن ما غيره.
وحدّثنا علي بن المحسن ، حدّثنا أبي قال : حدّثني أبي عن أبي محمّد عبد الله بن حمدون قال : قال لي المعتضد ليلة : ـ وقدم له عشاء ـ لقمني. قال : وكان الذي قدم فراريج ودراريج ، فلقمته من صدر فروج فقال : لا ، لقمني من فخذه ، فلقمته لقما ، ثم قال : هات من الدراريج ، فلقمته من أفخاذها فقال : ويلك هو ذا تتنادر علي؟ هات من صدورها ، فقلت : يا مولاي ركبت القياس ، فضحك فقلت له : إلى كم أضحكك ولا تضحكني؟ قال : شل المطرح وخذ ما تحته ، قال فشلته فإذا دينار واحد ، فقلت : آخذ هذا؟! فقال : نعم ، فقلت له : بالله هو ذا. تتنادر أنت الساعة علي ، خليفة يجيز نديمه بدينار؟ فقال : ويلك لا أجد لك في بيت المال حقا أكثر من هذا ، ولا تسمح