أبوه خوارزميا ، وهو المقدم من أصحاب أحمد لورعه وفضله ، وكان أحمد يأنس به وينبسط إليه ، وهو الذي تولى إغماضه لما مات وغسله ، وقد روى عنه مسائل كثيرة ، وأسند عنه أحاديث صالحة حدث عنه محمّد بن مخلد الدّوريّ وغيره.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن هارون الخلّال ، أخبرني محمّد بن جعفر الرّاشدي قال : سمعت إسحاق بن داود يقول : لا أعلم أحدا أقوم بأمر الإسلام من أبي بكر المروذي.
وقال الخلّال أيضا : أخبرني محمّد بن العبّاس قال : قال أبو بكر بن صدقة : لا تخدعن عن المروذي. قال : ما علمت أحدا كان أذب عن دين الله منه.
وقال أيضا : أخبرني علي بن الحسن بن هارون ، حدّثني محمّد بن أبي هارون ، حدّثني أبو بكر بن صدقة قال : سمعت عبد الوهاب الورّاق يقول لأبي علي بن الرواس : كتاب الورع كان عند أبي طالب؟ فقال له أبو علي : لا ، إنما كان عند المروذي. فقال عبد الوهاب : أبو بكر ثقة صدوق لا يشك في هذا ، إنما يحملهم على هذا الحسد.
قال أبو علي : لم يكن في أصحاب أحمد أقدر عليه من أبي بكر ، فقال عبد الوهاب : هو كما يقول ، وجعل يطري أبا بكر ويثني عليه.
قال الخلّال : وقد سمعت أبا بكر المروذي يقول : كان أبو عبد الله يبعث بي في الحاجة فيقول : كل ما قلت فهو على لساني فأنا قلته.
قلت : لأمانة المروذي عند أحمد كان يقول له ذلك.
قرأت على إبراهيم بن عمر البرمكيّ ، عن عبد العزيز بن جعفر قال : سمعت أبا بكر الخلّال يقول : خرج أبو بكر المروذي إلى الغزو فشيعه الناس إلى سامرا فجعل يردهم فلا يرجعون. قال : فحزروا فإذا هم بسامرا سوى من رجع نحو خمسين ألف إنسان ، فقيل له : يا أبا بكر ، أحمد الله فهذا علم قد نشر لك ، قال : فبكى ثم قال : ليس هذا العلم لي وإنما هذا علم أحمد بن حنبل.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي قال : وتوفي أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي في جمادى الأولى منها ـ يعني سنة خمس وسبعين ومائتين ـ وشهدت الصلاة عليه.