محال. قال : فرأيت الخزف المكسور في غرفته ، لم يشله ولم يمسه حتى عفى عليه التراب.
قال أبو نصر إبراهيم بن هبة الله بن إبراهيم الجرباذقاني ـ بها ـ حدّثنا معمر بن أحمد بن محمّد بن زياد الأصبهاني ، أخبرني أحمد بن منصور المذكر قال : سمعت محمّد بن منصور النسائي يقول : قال أبو محمّد الجريري : إن الله لا يعبأ بصاحب حكاية ، إنما يعبأ بصاحب قلب ودراية.
أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النّيسابوريّ ، أخبرني محمّد بن الحسين السّلميّ قال : سمعت عبد الله الرّازيّ يقول : سمعت الجريري يقول : منذ عشرين سنة ما مددت رجلي وقت جلوسي في الخلوة ، فإن حسن الأدب مع الله أولى.
أخبرنا إسماعيل الحيري ، أخبرنا عبد الرّحمن السّلميّ قال : سمعت عبد الله بن عطاء يقول : كان الجنيد إذا تكلم في علوم الحقائق يقول : هذا من بابة أبي محمّد بن الجريري إذا لم يحضر هو المجلس.
وقال أبو عبد الرّحمن : سمعت أبا سعيد بن أبي حاتم يقول : قال أبو محمّد الدبيلي : سألت الجنيد عند وفاته : إلى من نقعد بعدك في هذا الأمر؟ فقال : إلى أبي محمّد الجريري.
أخبرنا رضوان أبو محمّد بن الحسن الدّينوريّ قال : سمعت أبا سعد الحسين بن عثمان بن أحمد بن سهل الكرخي يقول : سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن بندار يقول : سمعت أبا الحسن علي بن داود البغداديّ ـ بأنطاكية ـ يقول سئل أبو محمّد الجريري : ما العبادة؟ فقال : حفظ ما كلفت ، وترك ما كفيت.
أخبرنا عبد الكريم بن هوازن قال : سمعت عبد الله بن يوسف الأصبهاني يقول : سمعت أبا الفضل الصرام ـ بهراة ـ يقول : سمعت علي بن عبد الله يقول : اعتكف أبو محمّد الجريري بمكة في سنة اثنتين وتسعين ومائتين ، فلم يأكل ولم ينم ولم يستند إلى حائط ولم يمد رجليه. فقال له أبو بكر الكتاني : يا أبا محمّد بما ذا قدرت على اعتكافك؟ فقال : علم صدق باطني فأعانني على ظاهري. ثم أنشأ يقول :
سأشكر لا أنّي أجازيك منعما |
|
بشكري ولكن كي يقال له شكر |
وأذكر أيّامي لديك وطيبها |
|
وآخر ما يبقى على الذّاكر الذّكر |