أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الكوفيّ ـ إملاء في جامع الرصافة في صفر من سنة ثلاثين وثلاثمائة ـ حدّثنا عبد الله بن الحسين بن الحسن بن الأشقر قال : سمعت عثام بن علي العامري قال : سمعت سفيان وهو يقول : لا يجتمع حب علي وعثمان إلّا في قلوب نبلاء الرجال.
قلت : وعقدة هو والد أبي العبّاس ، وإنما لقب بذلك لعلمه بالتصريف والنحو ، وكان يورق بالكوفة ، ويعلم القرآن والأدب.
أخبرني القاضي أبو العلاء الواسطي ، أخبرنا محمّد بن جعفر النجار قال : حكى لنا أبو علي النقار قال : سقطت من عقدة دنانير على باب دار أبي ذر الخزّاز ، فجاء بنخال ليطلبها. قال عقدة : فوجدتها ثم فكرت فقلت : ليس في الدنيا غير دنانيرك؟ فقلت للنخال : هي في ذمتك ومضيت وتركته. وكان يؤدب ابن هشام الخزّاز ، فلما حذق الصبي وتعلم ، وجه إليه ابن هشام دنانير صالحة فردها ، فظن ابن هشام أن عقدة استقلها فأضعفها له فقال عقدة : ما رددتها استقلالا ولكن سألني أن آخذ منه شيئا. ولو دفع إلى الدنيا. قال : وكان عقدة زيديا ، وكان ورعا ناسكا ، وإنما سمي عقدة لأجل تعقيده في التصريف ، وكان وراقا جيد الخط ، وكان ابنه أبو العبّاس أحفظ من كان في عصرنا للحديث.
حدثت عن أبي أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ النّيسابوريّ قال : قال لي أبو العبّاس بن عقدة : دخل البرديجى الكوفة ، فزعم أنه أحفظ مني. فقلت : لا تطول ، تتقدم إلى دكان وراق ، وتضع القبان ، وتزن من الكتب ما شئت. ثم تلقي علينا فنذكره ، فبقى.
أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد النّيسابوريّ قال : سمعت أبا علي الحافظ يقول : ما رأيت أحدا أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العبّاس بن عقدة.
حدّثني محمّد بن علي الصوري ـ بلفظه ـ قال : سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول : سمعت أبا الفضل الوزير يقول : سمعت علي بن عمر ـ وهو الدار قطني ـ يقول : أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود إلى زمن أبي العبّاس بن عقدة أحفظ منه.