فحدّثني الصوري قال : سمعت عبد الغني بن سعيد يقول : لما قدم أبو الحسن الدار قطني مصر أدرك حمزة بن محمّد الكتاني الحافظ في آخر عمره ، فاجتمع معه وأخذا يتذاكران فلم يزالا كذلك ، حتى ذكر حمزة بن أبي العبّاس بن عقدة حديثا ، فقال له أبو الحسن : أنت هاهنا؟ ثم فتح ديوان أبي العبّاس ولم يزل يذكر من حديثه ما أبهر حمزة وحيره ، أو كما قال.
أخبرنا أبو سعد الماليني ـ إجازة ـ وحدّثنيه أحمد بن سليمان المقرئ عنه. أخبرنا عبد الله بن عدي قال : سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول : ابن عقدة لا يتدين بالحديث ، لأنه كان يحمل شيوخا بالكوفة على الكذب ، يسوي لهم نسخة ويأمرهم أن يرووها ، كيف يتدين بالحديث ، ويعلم أن هذه النسخ هو دفعها إليهم ثم يرويها عنهم؟ وقد بينا ذلك منه في غير شيخ بالكوفة.
قال ابن عدي : وسمعت محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي يحكي فيه شبيها بذلك وقال : كتب إلينا أنه قد خرج شيخ بالكوفة عنده نسخ الكوفيين ، فقدمنا عليه وقصدنا الشيخ فطالبناه بأصول ما يرويه ، واستقصينا عليه ، فقال لنا : ليس عندي أصل ، إنما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ فقال : اروه يكن لك فيه ذكر ، ويرحل إليك أهل بغداد فيسمعوه منك. أو كما قال.
حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سألت أبا الحسن محمّد بن أحمد بن سفيان الحافظ بالكوفة عن ابن عقدة فقال.
وأخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن الحسين المعدّل الكوفيّ ـ في كتابه إلينا ـ حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن سفيان ـ واللفظ لحديث حمزة ـ قال : دخلت إلى دهليز ابن عقدة وفيه رجل كان مقيما عندنا يقال له أبو بكر البستي وهو يكتب من أصل عتيق : حدّثنا محمّد بن القاسم السوداني ، حدّثنا أبو كريب. فقلت له : أرني ، فقال : قد أخذ علي بن سعيد أن لا يراه معي أحد ، فرفقت به حتى أخذته منه ، فإذا أصل كتاب الأشناني الأول من مسند جابر وفيه سماعي ، وخرج ابن سعيد وهو في يدي ، فحرد على البستي وخاصمه. ثم التفت إليّ فقال : هذا عارضنا به الأصل ، فأمسكت عنه. قال ابن سفيان : وهو ذا الكتاب عندي. قال حمزة : سمعت ابن سفيان يقول : كان أمره أبين من هذا.