بعد وفاة أبي طاهر المخلص ، ثم انقطع عن الخروج ولزم بيته. كتب عنه الحسن بن محمّد الخلّال ، وحمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، وأبو القاسم الأزهري وهبة الله ابن الحسين الطّبريّ ، وعامة أصحابنا ، وسمعت منه جزءا واحدا.
حدّثني محمّد بن أحمد بن الأشناني قال : سمعت ابن دوست يقول : ولدت في صفر من سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
سمعت الحسين بن محمّد بن طاهر الدّقّاق يقول : لما مات أبو القاسم بن حبابة أملى ابن دوست في مكانه من جامع المنصور ، ومكث سنة يملى من حفظه. وكان ابن شاهين والمخلص إذ ذاك في الأحياء ، ثم تكلم محمّد بن أبي الفوارس في روايته عن المطيريّ وطعن عليه.
سمعت أبا القاسم الأزهري يقول : ابن دوست ضعيف رأيت كتبه كلها طرية ، وكان يذكر أن أصوله العتق غرقت فاستدرك نسخها.
سألت أبا بكر البرقانيّ عن ابن دوست فقال : كان يسرد الحديث من حفظه ، وتكلموا فيه. وقيل أنه كان يكتب الأجزاء ويتربها ليظن أنها عتق.
حدّثني عيسى بن أحمد بن عثمان الهمذاني قال : سمعت حمزة بن محمّد بن طاهر يقول : مكث ابن دوست سبع عشرة سنة يملى الحديث وكان إذا سئل عن شيء أملى من حفظه في معنى ما سئل عنه.
قال عيسى : وكان ابن دوست فهما بالحديث ، عارفا بالفقه على مذهب مالك ، وكان عنده عن إسماعيل الصّفّار وحده ملء صندوق سوى ما كان عنده من غيره! قال : وكان يذاكر بحضرة أبي الحسن الدار قطني ، ويتكلم في علم الحديث. فتكلم فيه الدار قطني بذلك السبب. وكان محمّد بن أبي الفوارس ينكر علينا مضيّنا إليه وسماعنا منه ، ثم جاء بعد ذلك وسمع منه.
حدّثني أبو عبد الله الصوري. قال : قال لي حمزة بن محمّد بن طاهر : قلت لخالي أبي عبد الله بن دوست : أراك تملى المجالس من حفظك ، فلم لا تملى من كتابك؟ فقال لي : انظر فيما أمليه فإن كان لك فيه زلل أو خطأ لم أمل من حفظي ، وإن كان جميعه صوابا فما الحاجة إلى الكتاب! أو كما قال.