حدّثنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين ـ وذكر أحمد بن نصر بن مالك فترحم عليه ـ وقال : قد ختم الله له بالشهادة. قلت ليحيى : كتبت عنه شيئا؟ قال : نعم! نظرت له في مشايخ الجنديين ، وأحاديث عبد الصّمد بن معقل وعبد الله بن عمرو بن مسلم الجندي. قلت ليحيى : من يحدث عن عبد الله بن عمرو بن مسلم؟ قال عبد الرّزّاق. قلت : ثقة هو؟ قال : ثقة ليس به بأس. قلت : فأبوه عمرو بن مسلم الذي يحدث عن طاوس كيف هو؟ قال : وأبوه لا بأس به.
ثم قال يحيى : كان عند أحمد بن نصر مصنفات هشيم كلها ، وعن مالك أحاديث كبار. ثم قال يحيى : كان أحمد يقول : ما دخل عليه أحد يصدقه ـ يعني الخليفة ـ ثم قال يحيى : ما كان يحدث كان يقول لست موضع ذاك ـ يعني أحمد بن نصر بن مالك رحمهالله ـ وأحسن يحيى الثناء عليه.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا جعفر بن محمّد الخلدي (١) ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : وقتل أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
قلت : وكان قتله في خلافة الواثق لامتناعه عن القول بخلق القرآن.
حدّثني القاضي أبو عبد الله الصيمري ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني محمّد بن يحيى الصولي قال : كان أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم الخزاعي من أهل الحديث ، وكان جده من رؤساء نقباء بني العبّاس ، وكان أحمد وسهل بن سلامة ـ حين كان المأمون بخراسان ـ بايعا الناس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إلى أن دخل المأمون بغداد فرفق بسهل حتى لبس السواد ، وأخذ الأرزاق ، ولزم أحمد بيته ، ثم إن أمره تحرك ببغداد في آخر أيام الواثق واجتمع إليه خلق من الناس يأمرون بالمعروف إلى أن ملكوا بغداد ، وتعدى رجلان من أصحابه يقال لأحدهما طالب في الجانب الغربي ، ويقال للآخر أبو هارون في الجانب الشرقي ، وكانا موسرين فبذلا مالا وعزما على الوثوب ببغداد في شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين ، فنم عليهم قوم
__________________
(١) في المطبوعة : «الخالدي».