شكى ما به من هوى منصب |
|
إلى إلفه الأوصب الأنصب |
فباتا يخدّان حرّ الخدو |
|
د بفيض دموعهما السّكب |
ويعتنقان وقلباهما |
|
على مثل جمر الغضا الملهب |
إلى أن بدا في الدّجى ساطع |
|
من الصّبح يسطو على الغيهب |
فيا حسنها ليلة لو تم |
|
دّ طوال الدّهور فلم تذهب |
وهلّ ترجعنّ بلذّاتها |
|
على حال أمن من الرّقّب |
أيا طالب العلم لا تمهل |
|
نّ وعذ بالمبرّد أو ثعلب |
تجد عند هذين علم الورى |
|
فلا تك كالجمل الأجرب |
علوم الخلائق مقرونة |
|
بهذين في الشّرق والمغرب |
قلت : كان بين أبوي العبّاس ثعلب والمبرد منافرات كثيرة ، والناس مختلفون في تفضيل كل واحد منهما على صاحبه.
أخبرنا علي بن الحسين صاحب العبّاسي ، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل ، حدّثنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي ، أخبرني أحمد بن علي ـ بوقة ـ قال : كنت عند أبي العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب إذ جاءه إنسان جاهل فقال : يا أبا العبّاس قد هجاك المبرد. فقال : بما ذا؟ فأنشده :
أقسم بالمبتسم العذب |
|
ومشتكى الصّبّ إلى الصّبّ |
لو كتب النّحو عن الرّبّ |
|
ما زاده إلّا عمى القلب |
قال : فقال أبو العبّاس : أنشدني من أنشده أبو عمرو بن العلاء :
شاتمني عبد بني مسمع |
|
فصنت عنه النفس والعرضا |
ولم أجبه لاحتقاري له |
|
ومن يعضّ الكلب إن عضّا؟ |
حدّثني أبو طاهر أحمد بن نجا بن عبد الصّمد البزّاز قال : سمعت أبا أحمد الفرضي يقول : سمعت أبا محمّد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الخراسانيّ المعدّل يقول : قال لي أبو العبّاس محمّد بن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قال لي أبي : حضرت مجلس أخي محمّد بن عبد الله بن طاهر ، وحضره أبو العبّاس أحمد بن يحيى ، وأبو العبّاس محمّد بن يزيد المبرد النّحويّان ، فقال لي أخي محمّد بن عبد الله : قد حضر هذان الشيخان ، وأنا أحب أن أعرف أيهما أعلم ، أو نحو هذا من الكلام.