النساء همّتهن الرجال ، وإن المؤمنين مشفقون خائفون وجلون ، جعلنا الله وإيّاكم منهم.
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب نحوه (٥).
[ ٢١٩٥٢ ] ٥ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في وصيّته لمحمّد بن الحنفية ـ قال : يا بني الرزق رزقان رزق تطلبه ، ورزق يطلبك ، فإن لم تأته أتاك فلا تحمل همّ سنتك على همّ يومك ، وكفاك كل يوم ما هو فيه ، فإن تكن السنة من عمرك ، فإنّ الله عزّ وجلّ سيأتيك في كل غد بجديد ما قسم لك ، وإن لم تكن السنة من عمرك ، فما تصنع بهم وغم ما ليس لك.
واعلم أنّه لن يسبقك إلى رزقك طالب ، ولن يغلبك عليه غالب ، ولن يحتجب عنك ما قدّر لك ، فكم رأيت من طالب متعب نفسه ، مقترّ عليه رزقه ، ومقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير ، وكلّ مقرون به الفناء.
[ ٢١٩٥٣ ] ٦ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن صالح بن حمزة ، عن الحسين بن عبد الله ، عن سعد بن طريف (١) ، عن الأصبغ بن نباتة أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال لأصحابه : إعلموا يقيناً أن الله تعالى لم يجعل للعبد وإن عظمت حيلته ، واشتدَّ طلبه ، وقويت مكائده ، أكثر ممّا سمىٰ له في الذكر الحكيم ، فالعارف بهذا العاقل له أعظم النّاس راحة في منفعته ، والتارك له أعظم الناس شغلاً في مضرّته ، والحمد لله رب العالمين ، وربّ منعم عليه
__________________
(٥) التهذيب ٦ : ٣٢٢ / ٨٨٣.
٥ ـ الفقيه ٤ : ٢٧٦ / ٨٣٠.
٦ ـ أمالي الطوسي ١ : ١٦٤.
(١) في المصدر : سعد بن ظريف.