المثليّة للظهور بالصورة ، وأخرى في مقام المقابلة بالنقائص ، لما يمتاز به الكون عن موجده ومولاه ، ولما ينفرد به الحقّ في مقام المقابلة ممّا لا يشاركه فيه سواه.
فثناؤه من جهة التفصيل أنّ كلّ فرد فرد من الحقائق والأجزاء العرضيّة والجوهريّة التي اشتملت عليه (١) ذات الإنسان والعالم ـ يثني على الاسم والصفة الإلهيّة الناظرة إليه والمرتبطة بالحقّ من حيث هي بالألسن الأربعة المذكورة : لسان الذات ، والحال ، والمرتبة ، والحكم.
ومتعلّق الثناء من حيث الجملة بلسان أحديّة الجمع الحضرة الذاتيّة الجامعة المحيطة بجميع الأسماء والصفات والعوالم والحضرات والنسب والإضافات. وحكم هذه النسبة الجامعة يظهر في كلّ قسم من الأقسام المذكورة ، من حيث النسبة إلى الجناب الإلهي ذاتا (٢) وصفة وفعلا وإلى المقام الكوني ، ويعبّر عن هذا (٣) الحكم الجمعي الأحدي في مقام الحمد ب «حمد الحمد» فإنّ له في كلّ مقام اسما بحسبه.
وموجب هذا الحمد أنّ النعمة الذاتيّة الإلهيّة الكبرى ـ التي بها وجود الأشياء وبقاؤها وظهور (٤) أحكام الحقائق والأسماء والصفات وآثارها ـ لمّا كانت واصلة إلى الإنسان. والعالم وما اشتملا عليه ، تارة من جهة الأسماء والصفات والمراتب ، وتارة لا من حيثيّته بعينها ، (٥) اقتضت الحكمة العادلة وحكم الحضرة الكاملة ومقابلة ذلك بحمد وشكر جامع وحدانيّ النعت ، كامل الوصف ، مستوعب جميع أنواع الحمد ، يظهر بالكمّل من حيث حمدهم ربّهم به ومن حيث حمده سبحانه نفسه بهم بصورة جامعة بين الحمدين في حالة واحدة لا حالتين ، حمدا يعلو على حكم الحضرتين : الإلهيّة والكونيّة ، وما اختصّ بهما من اسم ووصف وعين ، فافهم والله المرشد.
واعلم ، أنّ قولنا : إنّه لا يمكن أن يصدر ثناء من كلّ (٦) مثن على كلّ مثنى عليه دون معرفة المثنى عليه من حيث (٧) هو مثنى عليه لهذا المثني ، وإنّ الثناء في الحقيقة تعريف والتعريف
__________________
(١) ق : ه : عليها.
(٢) ب ، ه : ذاتا واسما.
(٣) ق : ذلك.
(٤) ق : ظهورها.
(٥) ق : تعيّنها.
(٦) ق : لا توجد.
(٧) ب : حيث ما.