ومعيّن من الأسماء في الغيب الإلهي حكما لم يشاركه فيه مميّز آخر ، مع اشتراك جميع الأشياء المميّزة في الدلالة والتعريف.
وحصل بكلّ اسم فائدتان :
إحداهما : ما اشترك فيه مع باقي الأسماء وهو الدلالة على أصله ، ومن هذا الوجه يكون الاسم عين المسمّى ، فتذكّر.
والثانية : تعريفه بحقيقته ، وحقيقته (١) ما امتاز به من الصفات عن غيره ، فثبت له السموّ المشار إليه بما قلنا ، وبكونه مطلوبا للمرتبة الجامعة للأسماء لأن يظهر به هذا التميّز (٢) المختصّ به ، الذي لولاه لم يعقل ، وذلك بطلب سابق على طلبه الاستعدادي ، كما ذكر ويذكر ـ إن شاء الله تعالى ـ
فإذا عرفت سرّ هذا ، فاعلم أنّ لكلّ اسم من الأسماء الإلهيّة المتعلّقة بالعالم كمالا يخصّه ويرجع إليه ، وإنّما يحصل ذلك ويبدو ويتمّ بظهور أحكامه وآثاره في الأعيان الوجوديّة ، التي هي مجاليه ومعيّناته ، ومحالّ ظهور سلطنته بحكمه وأثره وذلك بسؤال الاسم بلسان مرتبته (٣) من الاسم «الله» الذي هو حضرة الجمع والوجود إمداده لإظهار ما فيه كماله ؛ إذ لكلّ اسم لسان يخصّه من حيث مرتبته ، ولسان جمعيّة (٤) هذه الأسماء هو القابل للنسب التفصيليّة وأعيان صورها «فأحببت أن أعرف» (٥) ، (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (٦) ونحو ذلك ، وكلّ اسم يقول بلسان هذه الجمعيّة للنسبة التفصيليّة التي تحت حيطة مرتبته (٧) هذه المقالة المذكورة.
والأسماء طالبة من الاسم «الله» ـ كما قلنا ـ إظهار ما به يتمّ كمالها ، ويظهر سلطانها ، وذلك إنّما يحصل بسريان حكم كلّ فرد فرد منها في مجموع الأمر كلّه ، وعوده إلى الأصل منصبغا بحكم المجموع مع بقائها من حيث الحقيقة في الغيب الإلهي على حالها ، كما سبق التنبيه عليه عند الكلام على مراتب التصوّرات.
__________________
(١) ه : بحقيقة وحقيقة.
(٢) ق : التمييز.
(٣) ه : مرتبة.
(٤) ه : جمعيته.
(٥) ر. ك : رسائل ابن عربي ، ص ٢١٣.
(٦) الذاريات (٥١) الآية ٥٦.
(٧) ه : مرتبة.