وقربة تقرّبه بها إليك يوم القيامة. وفي رواية «طهورا : أجرا» (١).
وانّه قال : «أنتم أعلم بأمر دنياكم» أو قال : «وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنّما أنا بشر» ، وإنّه قال ذلك عند ما نهاهم عن تأبير النخل وفسد تمرهم (٢) ، أو انّه رفع زوجته عائشة لتنظر إلى رقص الحبشة بمسجده (٣) ، أو انّه أقيم مجلس الغناء في داره (٤).
هذه الأحاديث إلى عشرات غيرها ، نراها قد وضعت بإمعان في عصر معاوية (٥) وامتد أثرها على مدرسة الخلفاء إلى يومنا الحاضر ، وانّها هي الّتي جعلت طائفة من المسلمين لا ترى لرسول الله القدرة على اتيان المعجزات ، ولا الشفاعة ، ولا حرمة لقبره ، ولا ميزة له بعد موته.
أمّا الإمام عليّ (ع) فقد نجح معاوية في تحطيم شخصيته في المجتمع
__________________
(١) صحيح مسلم باب «من لعنه النبي (ص) أو سبه ... كان له زكاة وأجرا ورحمة» من كتاب البر ، ح ٨٨ ـ ٩٧ ، وسنن أبي داود ، كتاب السنة ، الباب ١٢ وسنن الدارمي ، الرقاق ٥٢ ، ومسند أحمد ٢ / ٣١٧ و ٣٩٠ و ٤٤٩ و ٤٤٨ و ٤٩٣ و ٤٩٦ و ٣ / ٣٣ و ٣٩١ و ٤٠٠ و ٥ / ٤٣٧ و ٤٣٩ و ٦ / ٤٥.
(٢) صحيح مسلم ، باب «وجوب امتثال ما قاله شرعا ، دون ما ذكره (ص) من معايش الدنيا على سبيل الرأي» من كتاب الفضائل ح ١٣٩ ـ ١٤١ ، وابن ماجة ، باب تلقيح النخل ، ومسند أحمد ١ / ١٦٢ و ٣ / ١٥٢.
(٣) صحيح البخاري ، كتاب الصلاة ، باب أصحاب الحراب في المسجد ، وكتاب العيدين ، باب ٢٥ ، وكتاب الجهاد ، باب ٧٩. وكتاب النكاح : باب نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم من غير ريبة ، وباب حسن المعاشرة مع الأهل ، وكتاب المناقب ، باب قصة الحبش.
وصحيح مسلم ، كتاب صلاة العيدين : باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه ، وكتاب المساجد ١٨ ، والنسائي ٣٤ و ٣٥ ، ومسند أحمد ٢ / ٣٦٨ و ٦ / ٥٦ و ٨٣ و ٨٤ و ٨٥ و ١٦٦ و ١٨٦.
(٤) صحيح البخاري «كتاب فضائل النبي» باب مقدم أصحاب النبي المدينة ، وكتاب العيدين : باب سنة العيدين لاهل الإسلام ، وباب إذا فاته العيد يصلي ركعتين ، وباب الحراب والدرق ، وكتاب مناقب الانصار / ٤٦ ، وصحيح مسلم ، باب اللعب الذي لا معصية فيه ، وكتاب العيدين / ١٦ ، وسنن ابن ماجة ، تصحيح محمد فؤاد عبد الباقي ، كتاب النكاح ، باب الغناء والدف ، ص ٦١٢ ، رقم الحديث ١٨٩٨ ، ومسند أحمد ٦ / ١٣٤.
(٥) راجع فصل «مع معاوية» من كتاب «أحاديث أم المؤمنين عائشة» للمؤلف.