قد قتله. قال : فسكت عليّ. فقال له : ما لك لا تتكلّم؟ قال : الله يتوفّى الأنفس حين موتها وما كان لنفس أن تموت إلّا باذن الله. قال : أنت والله منهم (ويحك انظروا هل أدرك والله انّي لاحسبه رجلا) (١) قال : فكشف عنه مرّيّ بن معاذ الأحمري فقال : نعم قد أدرك. فقال : أقتله. فقال عليّ بن الحسين من توكّل بهؤلاء النسوة؟ وتعلّقت به زينب عمّته فقالت: يا ابن زياد حسبك منّا أما رويت من دمائنا؟ وهل أبقيت منّا أحدا؟ قال : فاعتنقته فقالت : أسألك بالله ان كنت مؤمنا إن قتلته لمّا قتلتني معه. قال : وناداه عليّ فقال : يا ابن زياد إن كانت بينك وبينهم قرابة فابعث معهنّ رجلا تقيّا يصحبهنّ بصحبة الاسلام قال : فنظر إليها ساعة ثمّ نظر إلى القوم فقال : عجبا للرحم والله انّي لا ظنّها ودّت لو أنّي قتلته أنّي قتلتها معه. دعوا الغلام. انطلق مع نسائك.
قال حميد بن مسلم : لمّا دخل عبيد الله القصر ودخل الناس نودي الصلاة جامعة ؛ فاجتمع الناس في المسجد الأعظم فصعد المنبر ابن زياد فقال : الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه ، وقتل الكذّاب الحسين بن عليّ وشيعته ، فلم يفرغ ابن زياد من مقالته حتّى وثب إليه عبد الله بن عفيف الأزدي ثم الغامدي ثمّ أحد بني والبة ـ وكان من شيعة عليّ كرّم الله وجهه وكانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل مع عليّ فلمّا كان يوم صفّين ضرب على رأسه ضربة واخرى على حاجبه فذهبت عينه الأخرى ، فكان لا يكاد يفارق المسجد الأعظم يصلّي فيه إلى الليل ثمّ ينصرف ـ قال : فلمّا سمع مقالة ابن زياد قال : يا ابن مرجانة! انّ
__________________
(١) ان علي بن الحسين السجاد كان قد ولد له محمد الباقر (ع) يوم ذاك ، ومع هذا لا يستقيم هذا القول وهذه الجملة زيادة في الرواية لم ترد ضمن رواية الطبرسي في إعلام الورى.