ولذّة الأحمق مكشوفة |
|
يسعى بها كل عدوّ مريب (١) |
وقال : وكان فيه أيضا اقبال على الشهوات وترك بعض الصلوات ، في بعض الأوقات ، واقامتها في غالب الأوقات (٢).
* * *
لمّا أراد معاوية أن يأخذ البيعة ليزيد من الناس ، طلب من زياد أن يأخذ بيعة المسلمين في البصرة ، فكان جواب زياد له : ما يقول الناس إذا دعوناهم إلى بيعة يزيد ، وهو يلعب بالكلاب والقرود ، ويلبس المصبّغات ، ويدمن الشراب ، ويمشي على الدفوف وبحضرتهم الحسين بن علي ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله ابن الزبير ، وعبد الله بن عمر؟ ولكن تأمره يتخلّق بأخلاق هؤلاء حولا أو حولين فعسانا أن نموّه على الناس (٣).
فاغزى معاوية يزيد الصائفة مع الجيش الغازي الروم «فتثاقل واعتلّ وأمسك عنه أبوه» (٤) فأصاب المسلمين حمّى وجدري في بلاد الروم ويزيد حينذاك كان مصطبحا بدير مرّان مع زوجته أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر ، فلمّا بلغه خبرهم قال :
إذا ارتفقت على الانماط مصطبحا |
|
بدير مرّان عندي أمّ كلثوم |
فما أبالي بما لاقت جنودهم |
|
ب (الغذقدونة) من حمّى ومن موم(٥) |
وبعده في معجم البلدان :
فبلغ معاوية ذلك فقال : لا جرم ليلحقنّ بهم ويصيبه ما أصابهم وإلّا خلعته فتهيّأ للرحيل وكتب إليه :
تجنّى لا تزال تعدّ ذنبا |
|
لتقطع حبل وصلك من حبالي |
__________________
(١) تاريخ ابن كثير ٨ / ٢٢٨.
(٢) تاريخ ابن كثير ٨ / ٢٣٠.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٢٠.
(٤) هذا نص ابن الأثير في تاريخه ٣ / ١٨١ في ذكر حوادث سنة ٤٩.
(٥) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٢٩ ، والاغاني ط. ساسي ١٦ / ٣٣ ، وأنساب الأشراف ٤ / ٢ / ٣.