فيوشك أن يريحك من بلائي |
|
نزولي في المهالك وارتحالي(١) |
وأرسل معاوية يزيد إلى الحجّ وقيل بل أخذه معه فجلس يزيد بالمدينة على شراب فاستأذن عليه عبد الله بن العبّاس والحسين بن علي فأمر بشرابه فرفع ، وقيل له : انّ ابن عباس إن وجد ريح شرابك عرفه ، فحجبه واذن للحسين ، فلما دخل وجد رائحة الشراب مع الطيب ، فقال : ما هذا يا ابن معاوية؟ فقال : يا أبا عبد الله هذا طيب يصنع لنا بالشام ، ثمّ دعا بقدح فشربه ثمّ دعا بقدح آخر فقال : اسق أبا عبد الله يا غلام. فقال الحسين : عليك شرابك أيّها المرء ...
فقال يزيد :
ألا يا صاح للعجب |
|
دعوتك ثم لم تجب |
إلى القينات واللّذا |
|
ت والصهباء والطرب |
وباطية مكلّلة |
|
عليها سادة العرب |
وفيهنّ الّتي تبلت |
|
فؤادك ثمّ لم تتب |
فوثب الحسين عليه وقال : بل فؤادك يا ابن معاوية تبلت (٢).
وحجّ معاوية وحاول أن يأخذ البيعة من أهل مكّة والمدينة فأبى عبد الله بن عمر وقال: نبايع من يلعب بالقرود والكلاب ويشرب الخمر ويظهر الفسوق ، ما حجّتنا عند الله؟
وقال ابن الزبير : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وقد أفسد علينا ديننا (٣). وفي رواية : إنّ الحسين قال له : كأنّك تصف محجوبا أو تنعت غائبا أو تخبر عمّا كان احتويته لعلم خاصّ ، وقد دلّ يزيد من نفسه على موقع رأيه ، فخذ ليزيد في ما أخذ من استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش ، والحمام
__________________
(١) ترجمة دير مران والغذقدونة : من معجم البلدان.
(٢) الأغاني ١٤ / ٦١ ، وتاريخ ابن الأثير ٤ / ٥٠ في ذكره سيرة يزيد. وقد أوردت الخبر بايجاز.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٢٨.