عليّة هاتي واعلني وترنّمي |
|
بذلك إنّي لا أحب التناجيا |
حديث أبي سفيان قدما سما بها |
|
إلى أحد حتى أقام البواكيا |
ألا هات سقّيني على ذاك قهوة |
|
تخيّرها العنسي كرما شاميا |
إذا ما نظرنا في أمور قديمة |
|
وجدنا حلالا شربها متواليا |
وإن متّ يا أمّ الاحيمر فانكحي |
|
ولا تأملي بعد الفراق تلاقيا |
فإنّ الذي حدّثت عن يوم بعثنا |
|
أحاديث طسم تجعل القلب ساهيا |
ولا بدّ لي من أن أزور محمدا |
|
بمشمولة صفراء تروي عظاميا |
إلى غير ذلك ممّا نقلت من ديوانه. انتهى نقلا عن تذكرة خواصّ الأمّة (١).
يخاطب يزيد في هذه القصيدة حبيبته ويقول لها : ترنّمي وأعلني قصّة أبي سفيان لمّا جاء إلى أحد وفعل ما فعل ، حتى أقام البواكي على حمزة وغيره من شهداء أحد ، أعلني ذلك ولا تذكريه في نجوى ، واسقيني على ذلك خمرا تخيّرها الساقي من كروم الشام ، فإنّا إذا نظرنا في أمور قديمة من أعراف قريش وآل أميّة في الجاهلية وجدنا حلالا شربها متواليا وأمّا ما قيل لنا عن البعث فهو من قبيل أساطير (طسم) تشغل قلبنا ، فلا بعث ولا نشور ، فإذا متّ فانكحي بعدي إذ لا تلاقي بعد الموت ، ثمّ يستهزئ بالرسول ، ويقول : ولا بدّ أن ألقاه بخمرة باردة تروي عظامي ، كان يزيد يستهين بمشاعر المسلمين وينادم النصارى.
وروى صاحب الأغاني وقال : كان يزيد بن معاوية أوّل من سنّ الملاهي في الإسلام من الخلفاء ، وآوى المغنّين ، وأظهر الفتك ، وشرب
__________________
(١) تذكرة خواص الأمة ـ ص ١٦٤ تأليف أبي المظفر يوسف بن قزأغلي أي السبط وكان سبط جمال الدين عبد الرحمن ابن الجوزي ، من مؤلفاته التاريخ المسمى بمرآة الزمان (ت : ٦٥٤) راجع ترجمة جده في وفيات الأعيان لابن خلكان.