التلميذ أو قراءة زميله على الشيخ والشيخ يسمع ، ولعلّ كلّ ذلك وقع في رواية عدّة من الاصحاب عن أبي غالب ، أمّا رواية أبي غالب عن شيخه وإلى آخر سلسلة السند فقد كانت سماعا عن الشيخ حسب مفاد الألفاظ الواردة في السند.
وقال الطوسي هنا أي في الفهرست : «أخبرنا المفيد وابن أبي جيّد» وذكر صدر السند ، بينما هو يحذف صدور الأسانيد في رواياته بكتابيه : الاستبصار والتهذيب ويختزل الفاظ الأسانيد.
وكذلك فعل الصدوق في الفقيه وقبله الكليني في الكافي وحذفا صدور أسانيد كتاب الديات.
وكذلك دأب المشايخ مع أسانيد جلّ رواياتهم يحذفون صدور الاسانيد ويرمزون إلى مقصودهم أحيانا ، واخرى يجملون القول ، مثل قولهم : «علي بن إبراهيم ، عن أبيه» ، «وعدّة من أصحابنا ، أو عدّة عن سهل بن زياد».
ثمّ يشرحون في محلّ آخر رمزهم ، ويبيّنون تفصيل ذلك المجمل ، ويذكرون تمام السند ، كما فعل الصدوق في ذكر مشيخته بآخر الفقيه ، والطوسي في شرح مشيخته بآخر الاستبصار والتهذيب.
وقد قصدنا في ما أوردنا ببحث «معرفة رواة كتاب الديات» إراءة شرحهم لكيفية تلقّيهم الرواية من كل شيخ في ترجمة ذلك الشيخ ، ووجدنا في ما ذكروا بتلك التراجم تثبتا في تحمل الحديث ونقله بما لا مزيد عليه ؛ فهذا العالم يروي عن شيخه أربعة من أحاديثه بلا واسطة لانّه قد سمعها منه بنفسه ، ويروي سائر رواياته عنه بواسطة أبيه وأخيه.
وآخر يسمع من أبيه كتبه مقابلة ومع ذلك فانّه لا يرويها عنه بلا واسطة لأنّ سنّه كان عند سماعه ايّاها عنه ثمانية عشر عاما ولم يكن يفهم معنى