الحديث تماما. ولهذا فهو يروي تلك الكتب عن أبيه بواسطة أخويه اللّذين سمع الكتب منهما في حال كمال ادراكه.
وذلك الشيخ الثالث يروي جميع ما في كتاب الشرائع ويستثني منه حديثا واحدا في حكم لحم البعير ويحتاط في روايته.
والرابع يقول : سمعت منه روايات يسيرة في دار ابن همام وليس لي منه اجازة.
* * *
من كلّ ما أوردناه آنفا ومن نظائره الكثيرة في سلاسل أسانيد الروايات ومحتويات رسائل الاجازات يطمئن الباحث إلى سلامة اتصال سلاسل أسانيد المشايخ إلى أئمة أهل البيت في حدود القدرات البشرية.
وبعد البرهنة على ذلك ينبغي البحث في كيفية اتصال فقهاء مدرسة أهل البيت عبر القرون بالموسوعات الحديثيّة الّتي ألّفها أولئك المشايخ ، ولنضرب مثلا لذلك اتصالهم بأول الموسوعات الحديثية بمدرسة أهل البيت ، وأقدمها زمنا ، وهو كتاب الكافي تأليف محمّد بن يعقوب الكليني ، وفي هذا الصدد ، قال الشيخ الطوسي في الفهرست : «محمّد بن يعقوب الكليني ، يكنّى أبا جعفر ، ثقة ، عارف بالاخبار ، له كتب منها كتاب الكافي ، وهو يشتمل على ثلاثين كتابا ، أوّله كتاب العقل». ثمّ سجّل أسماء كتب كتاب الكافي ، وقال في آخره : «كتاب الروضة آخر كتاب الكافي».
وقال : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته الشيخ أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن محمّد ابن يعقوب بجميع كتبه.
وأخبرنا الحسين بن عبيد الله قراءة عليه أكثر هذا الكتاب الكافي عن جماعة ، منهم : أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري ، وأبو القاسم جعفر بن