كانت نتيجة ما ذكرنا من انتشار اجتهادات الخلفاء وفق سياستهم أن غمّ أمر الأحكام الإسلامية الّتي جاء بها الرسول (ص) على المسلمين ونسيت ، واشتهرت بين المسلمين الأحكام التي اجتهد فيها الخلفاء ، وانتشرت باسم أحكام الإسلام في جميع بلاد الإسلام على وجه الأرض من اليمن إلى الحجاز والشام والعراق وأقاصي ايران ومصر إلى أقاصي إفريقيّة بعد أن نسيت الأحكام التي جاء بها سيّد الرسل في تلك المسائل ، ولو عرف أحيانا الحكم الذي جاء به الرسول وكان مخالفا لأوامر الخليفة فالتديّن عندهم في الاعراض عن حكم الله في سبيل طاعة الخليفة ؛ فقد مرّ علينا قول الشاميّ في رميه الكعبة إنّ الحرمة والطاعة اجتمعتا فغلبت الطاعة الحرمة. ونادى الحجاج : يا أهل الشام! الله الله في الطاعة! ولو لا طاعة الخليفة لاجتنبوا تلك المعاصي الكبيرة. ألم يكن قائد الحملة (الحصين بن نمير) يخاف الله في حمامة الحرم أن تطأها فرسه وهو غافل عنها!!؟
وكذلك كان شأن شمر في قتله الحسين (ع) فقد روى الذهبيّ وقال :
كان شمر بن ذي الجوشن يصلّي الفجر ثمّ يقعد حتّى يصبح ثمّ يصلّي ،