بعد ذلك يقف على باب دارهم يوميا خمس مرّات أوقات الصلاة اليومية ويقول : السلام عليكم يا أهل البيت إنّما يريد الله ليذهب ... (١)
ولمّا نزلت الآية الكريمة : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) (٦١ / آل عمران) وأراد أن يباهل نصارى نجران ؛ دعا رسول الله عليّا وفاطمة والحسن والحسين (٢)
وفي رواية : وقد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي يمشي خلفها ، وقال لهم النبي : إذا دعوت فأمّنوا ، فلمّا رآهم أسقف نجران ، قال : يا معشر النصارى! إنّي لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله ، فلا تبتهلوا فتهلكوا ، فصالحهم على دفع الجزية (٣). هذا بعض ما تلته أبناء الامّة في قرآنها وسمعته في تفسيره عن رسول الله له وشاهدته يفسّره بعمله.
وأيضا سمعت رسول الله يقول :
من صلّى صلاة لم يصلّ فيها عليّ ولا على أهل بيتي لم تقبل منه (٤).
ولمّا سألوه كيف يصلّون عليه قال :
قولوا : اللهمّ صلّى على محمد وعلى آل محمّد كما صلّيت على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد ، اللهمّ بارك على محمّد وآل محمّد كما باركت
__________________
(١) مضت مصادر الخبر في ص ١٨ ـ ٢٣ من القسم الأول من هذا الكتاب.
(٢) صحيح مسلم ، باب فضائل علي من كتاب فضائل الصحابة ، وسنن الترمذي ، ومستدرك الصحيحين ٣ / ١٥٠ ، ومسند أحمد ١ / ١٨٥ ، وسنن البيهقي ٧ / ٦٣ ، وتفسير الآية بتفسير الطبري والسيوطي ، والواحدي في أسباب النزول ص ٧٤ و ٧٥.
(٣) بتفسير الآية بتفسير الكشاف للزمخشري ، والتفسير الكبير للفخر الرازي ، ونور الابصار للشبلنجي ص ١٠٠.
(٤) سنن البيهقي ٢ / ٣٧٩ ، وسنن الدار قطني ص ١٣٦.