يدي ، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة حتّى أموت معك.
وقال سعيد بن الحنفي :
والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا غيبة رسوله فيك. أما والله لو علمت انّي أقتل ثمّ أحيا ، ثمّ أحرق حيّا ثمّ أذرّى ، يفعل بي ذلك سبعين مرّة ، لما فارقتك حتّى ألقى حمامي ، فكيف لا أفعل ذلك وانّما هي قتلة واحدة ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا ، وتكلّم باقي الأصحاب بما يشبه بعضه بعضا. وبعد هذه الخطبة تهيّئوا للقاء ربّهم وأحيوا الليل بالعبادة. قال الراوي :
«فلمّا أمسى حسين وأصحابه قاموا الليل كلّه يصلّون ويستغفرون ويدعون ويتضرّعون».
واستعدّوا كذلك للقاء خصومهم واتمام الحجّة عليهم في يوم غد ، فأمر الإمام بمكان منخفض من وراء الخيام كأنّه ساقية فحفروه في ساعة من الليل ، وأمر فأتي بحطب وقصب فألقي فيه ، فلمّا أصبحوا استقبلوا القوم بوجوههم وجعلوا البيوت في ظهورهم وأمر بذلك الحطب والقصب من وراء البيوت فأحرق بالناركي لا يأتوهم من ورائهم ، وبذلك منعهم الإمام من الحملة عليه بغتة وقتله قبل اتمامه الحجّة عليهم ، بل ألقى عليهم هو وأصحابه الخطبة تلو الخطبة. وحين تقابل الجيشان في يوم عاشوراء واستعدّا للقتال بدأهم الإمام الحسين فركب ناقته واستقبلهم واستنصتهم ثمّ قال في خطبته :
أيّها الناس! اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتّى أعظكم ...
آمنتم بالرسول محمّد (ص) ثمّ انكم زحفتم إلى ذريّته وعترته تريدون قتلهم ...
أيّها الناس! انسبوني من أنا ، ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحلّ قتلي وانتهاك حرمتي؟!