إذا فإنّها أحقاد بدريّة! ألم تبقر هند أمّ أبيه في أحد بطن حمزة ، وتمثّل به ، وتمضغ كبده ، ثم أنشأت تقول :
شفيت من حمزة نفسي بأحد |
|
حين بقرت بطنه عن الكبد؟! |
أولم يضرب جدّه أبو سفيان بزجّ الرمح في شدق حمزة يوم ذاك ويقول : ذق عقق!.
فرآه الحليس سيد الاحابيش وقال :
يا بني كنانة! هذا سيّد قريش يصنع بابن عمّه لحما ما ترون؟!.
ألم يقل جدّه أبو سفيان على عهد عثمان وبمحضر منه :
يا بني أميّة تلقّفوها تلقّف الكرة. فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ولتصيرنّ إلى صبيانكم وراثة؟!.
ألم يمرّ يومئذ بقبر حمزة ويضربه برجله ويقول :
يا أبا عمارة! انّ الأمر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمس ؛ صار بيد غلماننا اليوم يتلعّبون به؟! ألم يقل أبوه معاوية :
إنّ أخا بني هاشم ـ ويقصد به رسول الله ـ ليصاح به يوميا خمس مرّات. لا والله إلّا دفنا دفنا!.
ألم يقتل جيش أبيه الخليفة معاوية بقيادة ابن ارطاة في وجهه الذي وجّهه ثلاثين ألفا من المسلمين وحرّق بيوتهم وذبح طفلي عبيد الله بن العبّاس بيده بمدية (١)؟!
إذا فانّ خليفة المسلمين يزيد اقتدى بجديه وأبيه في ما قال وفعل.
__________________
(١) راجع تفصيل أخبار أبي سفيان وهند ومعاوية هذه في فصل : «مع معاوية» من كتابنا «أحاديث أم المؤمنين عائشة» ص ٢١٣ ـ ٢٥٠.