فأبلغ عبيد الله إمّا لقيته |
|
بأني مطيع للخليفة سامع |
إذا فقد استهدفوا من كل ذلك رضا ابن زياد وطاعة الخليفة. كما ذكره الآخر حين قال :
املأ ركابي فضة وذهبا |
|
إني قتلت الملك المحجبا |
قتلت خير الناس أمّا وأبا (١) |
من أجل كسب رضا الخليفة وواليه فعلوا كل ذلك ، ومن أجل كسب الذهب والفضة منهما. من أجل هذا ينشدون أمام قصر ابن زياد :
نحن رضضنا الصدر بعد الظهر |
|
بكل يعبوب شديد الاسر |
وقال خوليّ لزوجته : جئتك بغنى الدهر ، هذا رأس الحسين معك في البيت.
إذن فانّ جيش الإمام (ع) عند ما يقاتلون كانوا يطلبون بذلك رضا الله ورسوله والدار الآخرة.
وجيش الخليفة يفعلون في سبيل رضا يزيد وابن زياد وكسب الذهب والفضة.
وقد أقرّ الخليفة عيونهم فأمر لعبيد الله بن زياد بن أبيه بألف ألف ، وأمر لأهل الكوفة جزاء السامع المطيع ، وزاد في أعطياتهم مائة مائة.
أمّا لما ذا فعل خليفة المسلمين ما فعل؟! ولما ذا نكت ثنايا أبي عبد الله بالقضيب؟ ولما ذا نصب رأسه ثلاثا في دمشق وسار به من بلد إلى بلد؟! فإنّه بنفسه قد أفصح عن سبب أفعاله وأقواله حين أنشد قائلا :
لست من خندف إن لم أنتقم |
|
من بني أحمد ما كان فعل |
قد قتلنا القرم من ساداتهم |
|
وعدلنا ميل بدر فاعتدل |
__________________
(١) في تاريخ ابن عساكر ، الحديث ٧٧٥ ، وتهذيبه ٤ / ٣٤٤ وفيه (أوقر) مكان (املأ).