قال الحسين : وما اسم هذا المكان (١)؟
قالوا له : كربلاء.
قال : ذات كرب وبلاء ، ولقد مرّ أبي بهذا المكان عند مسيره إلى صفّين ، وأنا معه ، فوقف ، فسأل عنه ، فأخبر باسمه ، فقال : «هاهنا محط ركابهم ، وهاهنا مهراق دمائهم» ، فسئل عن ذلك ، فقال : «ثقل لآل بيت محمّد ، ينزلون هاهنا» (٢). وقبض قبضة منها فشمّها وقال هذه والله هي الأرض الّتي أخبر بها جبرئيل رسول الله أنّني أقتل فيها ، أخبرتني أمّ سلمة ، قالت : كان جبرئيل عند رسول الله (ص) وأنت معي فبكيت. فقال رسول الله دعي ابني ، فتركتك فأخذك ووضعك في حجره. فقال جبرئيل : أتحبّه؟ قال : نعم ، قال : فانّ أمّتك ستقتله ، وان شئت أريتك تربة أرضه الّتي يقتل فيها ، قال : نعم. فبسط جبرئيل جناحه على أرض كربلاء فأراه ايّاها (٣).
وفي رواية : لمّا أحيط بالحسين بن علي ، قال : ما اسم هذه الأرض؟ قيل : كربلاء. فقال : صدق النبيّ (ص) انّها أرض كرب وبلاء (٤).
قال المؤرّخون : ثمّ أمر بأثقاله فحطّت بذلك المكان يوم الاربعاء غرّة محرم سنة ٦١ ه (٥) ، أو يوم الخميس الثاني من المحرّم (٦).
ولمّا نزل كربلاء كتب إلى ابن الحنفيّة وجماعة من بني هاشم : أمّا
__________________
(١) و (٢) روى هذه المحاورة الدينوري في الاخبار الطوال ص ٢٥٢ ـ ٢٥٣ ، وراجع تاريخ الخميس ٢ / ٢٩٧ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٩٢.
(٣) أوردتها بلفظ سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الامة ١٤٢.
(٤) ترجمة الحسين بمعجم الطبراني ح ٤٦ ، وكنز العمال ٢٦ ـ ٢٦٦ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٩٢ ذيل الرواية التي أوردناها آنفا بلفظ سبط ابن الجوزي.
(٥) الدينوري في الأخبار الطوال ص ٢٥٣.
(٦) الطبري ٦ / ٢٣٢ ، وابن كثير ٨ / ١٧٤ ، وأنساب الأشراف للبلاذري ص ١٧٦ ، وارشاد المفيد ص ٢١٠.