٣ ـ أن يكون ناقضا للعادة ، لأنّه لو فعل ما كان معتادا لم يدلّ على صدقه ، كطلوع الشمس من مشرقها.
٤ ـ أن يحدث عقيب دعوى المدّعي أو جاريا مجراه والذي يجري مجرى ذلك هو أن يدّعي النبوّة ويظهر عليه معجزا ، ثمّ تشيع دعواه في الناس ، ثمّ يظهر معجز من دون تجديد دعوى لذلك ؛ لأنّه إذا لم يظهر كذلك لم يعلم تعلّقه بالدعوى ، فلا يعلم أنّه تصديق له في دعواه.
٥ ـ أن يظهر ذلك في زمان التكليف ، لأنّ أشراط الساعة تنتقض بها عادته تعالى ولا يدلّ على صدق مدّع (١).
ب) الفصل بين المعجزة والحيلة
قد تقدّم منّا بيان تعريف المعجزة والآن وقبل بيان الفصل بين المعجزة والحيلة لا بأس أن نعطي تعريفا بسيطا للحيلة ، فنقول :
الحيلة : هي إيهام الأمر للخديعة ، وحال بينه وبينه مانع (٢).
وعرّفها الراونديّ : هي أن يرى صاحب الحيلة الأمر في الظاهر على وجه لا يكون عليه ويخفي وجه الحيلة فيه ، نحو عجل السامري الذي جعل فيه خروقا تدخل فيها الريح ، فيسمع منه صوت (٣).
وبعد هذا التعريف يمكننا أن نبيّن وجوه الفرق بين المعجزة والحيلة ، وهي :
١ ـ أنّ المعجز لا يدخل جنسه تحت مقدور العباد ، كقلب العصا حيّة ، وإحياء الموتى ، وغير ذلك.
__________________
(١) انظر الخرائج والجرائح ٣ : ٩٧٥.
(٢) انظر التبيان في تفسير القرآن ١ : ٨٧.
(٣) انظر الخرائج والجرائح ٣ : ١٠١٨.