هذا وقد أكّدها ـ أي الكرامة ـ الله سبحانه وتعالى من خلال آيات عديدة ، منها ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ ما جرى للسيّدة مريم ابنة عمران عليهاالسلام ، حيث جاء في قوله تعالى : (كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) (١).
الفرق بين المعجزة والكرامة
أنّ الكرامة من شرطها الاستتار ، والمعجزة من شرطها الإظهار ، وكذلك الكرامة ما تظهر من غير دعوى ، والمعجزة ما تظهر من دعوى الأنبياء فيطالبون بالبرهان فيظهر أثر ذلك.
الإمام والمعجزة
إنّ المعجزة تظهر عند الأنبياء والأوصياء ، وكما هو المعلوم أنّ أئمّتنا عليهمالسلام هم أوصياء الرسول صلىاللهعليهوآله.
قال الشيخ الطوسي : إذا كان فائدة المعجز تصديق من ظهر على يده فيجب جواز ظهوره على يد بعض الأئمّة والصالحين إذا ادّعوا الإمامة والصلاح وكانوا صادقين ؛ فإنّه إذا كان مقتضاه تصديق من ظهر على يده ، فإن كان ذلك مدّعيا للإمامة علمنا بها صدقه ، وإن ادّعى صلاحا فمثل ذلك ؛ لأنّه لا بدّ من دعوى يقترن بها (٢).
وقال الشيخ المفيد : فأمّا ظهور المعجزات على يد الأئمّة والإعلام فإنّه من
__________________
(١) آل عمران : ٣٧.
(٢) الاقتصاد للشيخ الطوسي : ١٥٨ ـ ١٥٩ ، وانظر تأييدا لهذا الكلام الحديث ٣ من معجزات الإمام السجاد عليهالسلام من كتابنا هذا.