وكذلك استدلّ الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ المتوفّى سنة ١٣٨٩ ه ، بأنّ كتاب «الدلائل» للطبريّ الصغير «والمسترشد» للطبريّ الكبير وذلك من خلال اعتماده على نقول السيّد ابن طاوس منه (١).
وتابعه على ذلك السيّد الخوئيّ أيضا (٢).
والظاهر أو المتحصّل من كلام علمائنا المذكورين : أنّ في علماء الإماميّة رجلين مشتركين في الاسم واللقب والكنية إلّا أنّ أحدهما أقدم طبقة من الثاني : فالأوّل هو الطبريّ الكبير صاحب «المسترشد» والثاني الطبريّ الصغير صاحب «الدلائل».
جواب عن سؤال
لأيّ الشيخ النجاشيّ والشيخ الطوسيّ قد ترجما لصاحب المسترشد ولم يترجما لصاحب «الدلائل» المعاصر لهما؟!
قلنا : إنّهما لم يشترطا في كتابيهما ترجمة كلّ من عاصرهما ، فهناك الكثير ممّن لم يترجما له ، مثل أبي الفتح الكراجكي المتوفّى سنة ٤٤٩ ه ، وسلّار بن عبد العزيز تلميذ الشيخ المفيد المتوفّى سنة ٤١٣ ه ، والقاضي عبد العزيز بن براج تلميذ الشريف المرتضى المتوفّى سنة ٤٣٦ ه ، ومحمّد بن عليّ الطرازي مؤلّف الدعاء والزيارة ، وغير هؤلاء ممّن ذكرهم الشيخ منتجب الدين بن بابويه المتوفّى سنة ٥٨٥ ه ، في «فهرسته» وابن شهرآشوب في «معالم العلماء» ، ولم يذكراهم ـ أيضا ـ
__________________
(١) للمزيد من الاطّلاع انظر الذريعة ٨ : ٢٤١ ، وطبقات أعلام الشيعة ٢ : ١٥٥ ـ ١٥٧ (النابس في القرن الخامس).
(٢) معجم رجال الحديث ١٥ : ١٤٨.