الواحد. (١)
وهذا الفرض بالإضافة إلى كونه محالاً عقلاً ، يوجد فيه محذور آخر ، إذ يلزم منه أن يكون للإنسان في كلّ واقعة أو حادثة فكران أو علمان ، وهكذا سائر الصفات النفسية الأُخرى.
الإجابة عن تساؤل
من الممكن أن يطرح التساؤل التالي : صحيح انّ الخلية النباتية أو النطفة الحيوانية أو الجنين الإنساني حينما يصل إلى مرحلة اللياقة والاستعداد لتلقّي الروح تفاض عليه الروح ، ولكن في الوقت نفسه يمكن أن يكون تعلّق النفس المستنسخة مانعاً من تعلّق النفس الأُخرى ، وحينئذٍ لا يكون ذلك الموجود ذا شخصين وذا نفسين في آن واحد؟
والجواب عن هذا التساؤل واضح ، وذلك : لأنّ منع النفس المستنسخة من تعلّق النفس الجديدة في الخلية النباتية أو النطفة الحيوانية أو الجنين الإنساني ، ليست أولى من العكس ، بل انّ النفس النباتية أو الحيوانية أو الإنسانية التي تعلّقت بالنبات أو النطفة أو الجنين هي الأولى في منع النفس المستنسخة من التعلّق بالبدن ، ومن الواضح انّ ترجيح أحدهما على الآخر ترجيح بلا مرجح.
وبعبارة أُخرى : انّ كلّ بدن من هذه الأبدان على استعداد لتقبّل نفس واحدة ، ومن الواضح أنّ تعلّق كلّ نفس منهما يمنع من تعلّق الأُخرى ، فلما ذا يا ترى نقبل مانعية النفس المستنسخة ونغض الطرف عن الأُخرى؟!
__________________
(١). الأسفار : ٩ / ٩ ـ ١٠.