فإنّه بلا شكّ سوف يتجاوز العقبات في العالم الآخر ، ويسهل عليه «الحساب» يوم القيامة.
والشاهد على ذلك الآيات التالية حيث يقول سبحانه :
(ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ* أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ* وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ* عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ). (١)
وحصيلة المعنى بعد جمع الآيات الواردة في سورة البلد ، هو انّ شقاء الإنسان وسعادته في الآخرة رهن عبور تلك العقبات ، وما هي إلّا فك الرقبة أو إطعام الأيتام والفقراء والمساكين والأمر بالصبر والمرحمة ، إلى غير ذلك من الفرائض ، فينتهي أمره إلى أن يكون من أصحاب الميمنة ، كما أنّ عكسه ينتهي إلى أن يكون من أصحاب المشأمة ، دون أن تكون هناك عقبات ومنعرجات صعبة العبور يؤمر أهل المحشر بطيّها وعبورها. ويدلّك على صحّة ما ذكره الشيخ المفيد أنّ طي العقبات الدنيوية رهن الكفاءات الذاتية ، دون العقبات الأُخروية فإنّها رهن الإيمان والعمل الصالح ، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّ العقبات كناية عن العمل بالفرائض التي يتوقّف العمل بها على الصبر والإيمان الراسخ بالله والصبر على طاعته. (٢)
__________________
(١). البلد : ١٧ ـ ٢٠.
(٢). منشور جاويد : ٩ / ٣٠٩ ـ ٣١٦.