وإذا ما أدركنا حقيقة هذا المنهج وعرفنا المراد منه ، فحينئذٍ سوف تحلّ عقدة الكثير من الآيات الواردة في هذا المجال والتي فسّرت في أهل البيت عليهمالسلام.
وإنّ جهل بعض الكتّاب بمنهج أهل البيت عليهمالسلام ، في تفسير الآيات كان سبباً لطرح الروايات التي تطبق مفهوم «الراسخون في العلم» على أهل البيت عليهمالسلام. والحال انّ هذه الروايات من الروايات التطبيقية ـ التطبيق على الفرد الأكمل ـ للمفاهيم على مصاديقها الكاملة وليست من قبيل المنهج الحصري.
نعم هناك روايات يظهر منها الانحصار وانّ مصداق الآية منحصر في أهل البيتعليهمالسلام فقط ، ولكن يمكن الإجابة عن هذه الطائفة من الروايات : بأنّها ناظرة إلى مرتبة العلم ودرجته القصوى التي يتحلّى بها أهل البيت عليهمالسلام والتي لا يدانيهم فيها أحدٌ من الناس. وهذا الاستعمال والحصر ليس غريباً لمن له معرفة في القرآن الكريم ، فعلى سبيل المثال: نجد الأنبياء مع عظمتهم ومنزلتهم في العلم والمعرفة التي حباهم الله بها ، ولكنّهم حينما يقارنون بين علمهم وعلمه سبحانه الغير متناهي يذعنون لتلك الحقيقة ويقولون كما قال سبحانه : (لا عِلْمَ لَنا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) (١). (٢)
__________________
(١). المائدة : ١٠٩.
(٢). منشور جاويد : ٢ / ٣٦١ ـ ٣٦٣.