فعلى الأول لا إشكال في جريان الأصل ولا يكون مثبتا مثل ما إذا علم حياة زيد في يوم الخميس وعلم موته في يوم السبت وشك في حياته يوم الجمعة فان استصحاب الحياة في يوم الجمعة يكون جاريا بالنسبة إلى الأثر الّذي يترتب عليها في ذاك اليوم واما لو كان الأثر على تقدم الحياة على يوم السبت وتأخرها عن يوم الخميس فلا يترتب لأن استصحاب الحياة في يوم الجمعة يكون من آثاره العقلية تقدمها على يوم السبت وتأخرها عن يوم الخميس.
وقد اختاره المحقق الخراسانيّ قده في المقام أيضا جريان الاستصحاب بوجوه ثلاثة.
الأول ان الواسطة خفية الثاني أن التقدم والتأخر من اللوازم الّذي لا ينفك عن الملزوم والمثبت كذلك يكون حجة كما ان استصحاب الأبوة يكون اثره بقاء البنوة ولا ينفك إحداهما عن الأخرى والثالث ان يكون المقام من المركبات التي يكون جزء منها بالوجدان وجزء بالأصل فان عدم الموت يوم الخميس بالوجدان وتقدمه على الجمعة بالأصل وعدم الحياة يوم السبت بالوجدان وتأخره عن الخميس بالأصل.
فتحصل ان الأثر لو كان على عنوان التقدم والتأخر أيضا يترتب.
والجواب عنه ان خفاء الواسطة ممنوع لجلائها هنا ولو لم تكن الواسطة هنا جلية لا يكون لنا جلاء الواسطة في مقام واما التضايف في المقام فممنوع (١) لأنه يكون في مثل تقدم موت الأب على الابن فان بينهما التضايف كما ان استصحاب ذات
__________________
(١) أقول الّذي يفهم من هذا الكلام هو ان المستصحب لو كان هو التقدم أو التأخر بالنسبة إلى شيئين يمكن جريان الاستصحاب وإثبات لازمه مثل استصحاب تقدم موت زيد على موت عمر وفان لازمه تأخر موت عمر وعنه.