قائمة الکتاب
التنبيه الثالث عشر في التمسك بالعام بعد تخصيصه في برهة من الزمان وعدمه
١٧٠
إعدادات
مجمع الأفكار ومطرح الأنظار [ ج ٤ ]
مجمع الأفكار ومطرح الأنظار [ ج ٤ ]
تحمیل
هو المستفاد من هذه العبارة واما استمرار الوجوب فلا يمكن استفادته منه لأنه فرع ثبوته والاستعمال الواحد واللحاظ الواحد لا يمكن ان يكون في المعنيين الوجوب واستمراره فوصف الحكم وهو الاستمرار لا يمكن استفادته من الخطاب بخلاف وصف الموضوع ومتعلقه.
وفيه ان هذا الكلام لا يتم وجدانا وبرهانا اما الوجدان فانه لا يأبى عن استفادة الاستمرار من قول القائل يجب الوفاء بالعقد مستمرا (١) واما برهانا فلان الوصف والموصوف لا يكونان من العلة والمعلول حتى لا يمكن ثبوت المعلول الا بعد ثبوت العلة ليكون بينهما فاء الترتيب ذاتا مثل الفاء في تحركت اليد فتحرك المفتاح بل من الممكن إيجادهما معا لكن بدال آخر والدال الآخر اما ان يكون الموضوع أو لمتعلق الموضوع فان دوام الوفاء أو العقد يكون دالا على دوام الوجوب أيضا يعنى من دوامهما يفهم دوام الحكم.
ثم قال الشيخ الأعظم في المقام في الرسائل بما حاصله هو ان الزمان ان أخذ بالنسبة إلى العام بالعموم الأفرادي لكل زمان مثل ان يقال أكرم العلماء كل يوم ثم خصص بمخصص مثل ان يقال إكرام زيد العالم في يوم ممنوع بالإجماع مثلا فلا شبهة في عدم جواز استصحاب حكم المخصص لأن الدليل في كل آن يكون دلالته بالوضع وتخصيص بعض الزمان موجب لإخراج هذا الفرد واما ساير الافراد فيكون تحت الحكم بنفس الدليل بل لو لم يكن لنا عموم لا يكون المرجع استصحاب حكم المخصص بل الأصول الأخر واما إذا أخذ الزمان لبيان استمرار الحكم كقوله أكرم العلماء دائما ولم يكن لكل زمان حكم بخصوصه فإذا
__________________
(١) أقول قيد الاستمرار هنا يفهم من دال آخر وهو كلمة مستمرا وان كان الكلام في انه كيف يتعين كونه قيدا للحكم لا للمتعلق وفرضه قده في صورة كون الحكم بدون الدال الآخر ليكون اشكاله تعدد اللحاظ والمعنى مع الاستعمال الواحد.