الرّجل الشجاع لا الحيوان المفترس فكذلك لا يشك في تقديم الخاصّ على العام ولو كان أضعف ظهورا منه.
ولا يخفى الثمرة في هذا البحث في الفقه فان تقديم الخاصّ يفيد نتيجة وتقديم العام يفيد نتيجة أخرى وهكذا دأب الفقهاء والشيخ الأعظم قده على التقديم في المسائل الفقهية ولم يتفق مورد يعامل معهما معاملة التعارض.
والجواب عنه ان القرينة شارحة لذيها كالحاكم بالنسبة إلى المحكوم ولكن الخاصّ ليس شارحا للعام كما اعترف به قده في الفرق بين الحكومة والتخصيص وسر تقديم القرينة على ذيها ليس إلّا لشرحها له نعم يلحق الخاصّ بالقرينة لأن الغالب تقديمه على العام بعد كونهما متعارضين.
واما تقديم ظهور الأسد في الرّجل الشجاع فهو يكون من باب انصراف هذا المعنى في الذهن لا غيره ولا يكون ملاكا لتقديم القرينة ولو كان ظهورها بمقدمات الإطلاق على ذيها ولو كان ظهوره بالوضع واما عدم معاملة التعارض مع العام والخاصّ فهو من باب الغلبة لا من باب تقديم الخاصّ على العام مطلقا.
فان قلت انه قده كيف قال بشارحية الخاصّ للعام مع انه قده جعل هذه فارقة بين التخصيص والحكومة قلت انه قده قد أجاب عن هذا الإشكال بان الحكومة تارة تكون بين المدلولين كحكومة لا شك لكثير الشك على أدلة بيان حكم الشك وتارة تكون في الدليلين لا في المدلولين كما في المقام فان أصالة ظهور الخاصّ متقدمة على أصالة ظهور العام بالحكومة ولكن لا يتم هذا الجواب لأن المدلولين إذا لم يكن بينهما الحكومة كيف يمكن تصويرها في الدليلين.
فان قال ان المراد بذلك هو ان أصالة الظهور في العام عند العقلاء مقيدة بصورة عدم المزاحم له والخاصّ مزاحم فنقول الأمر في الخاصّ أيضا كذلك وبناء العقلاء على تقييد أصالة الظهور بظهور أقوى سواء كان الأقوى هو الخاصّ أو العام هذا مضافا إلى ان الأمر لو كان كذلك فلا بد من التقديم بالورود لا بالحكومة فان أصالة ظهور