وحاصل الجواب عن هذه المقالة هو ان تقديم الخاصّ على العام لا يكون من جهة كونه قرينة بل من جهة كونه أقوى ظهورا منه وليس شارحا للعام ليكون قرينة عليه ؛ واما الظهور التصوري والتصديقي للفظ فمن المعلوم عدم توقفه على شيء لأن الظهور التصوري تابع للعلم بالوضع والتصديقي بمعنى استعمال اللفظ في الدلالة
__________________
ولكن الّذي يجب التدبر فيه وما رأيت التعرض له الا في كلام العلامة الأنصاري قده في الفرائد هو ان القول بالانقلاب ربما لا بد منه لأنه يدور الأمر بين طرح النص أو الظاهر بدون دليل.
فعليك بعبارته قده في هذا المقام فانه قال وان كانت النسبة بين المتعارضات مختلفة فان كان فيها ما يقدم على بعض آخر منها اما لأجل الدلالة كما في النص والظاهر أو الظاهر والأظهر واما لأجل مرجح آخر قدم ما حقه التقديم ثم لوحظ النسبة مع باقي المتعارضات فقد تنقلب النسبة وقد يحدث الترجيح.
كما إذا ورد أكرم العلماء ولا تكرم فساقهم ويستحب إكرام العدول فانه إذا خص العلماء بعدولهم يصيرا خص مطلقا من العدول فيخصص العدول بغير علمائهم.
والسر في ذلك واضح إذ لو لا الترتيب في العلاج لزم إلغاء النص أو طرح الظاهر المنافي له رأسا وكلاهما باطل وقد لا تنقلب النسبة فيحدث الترجيح إلخ انتهى موضع الحاجة من عبارته.
فنقول في توضيح قوله والسر في ذلك واضح لأنا إذا لم نقل بانقلاب النسبة ولم نخصص استحباب إكرام العدول بغير العلماء تكون النسبة بين أكرم العلماء ويستحب إكرام العدول العموم من وجه.
فمورد الافتراق في الأول العلماء الفساق ومورد الافتراق في الثاني العدول من المؤمنين ومورد الاجتماع العلماء العدول.