فإرادة الله سبحانه لم تتعلق بالفعل ، بل تعلقت بشحنك بالقوة المؤثرة في تحريك يديك ، وحصول البصر لعينيك ، والسمع لأذنيك ، و.. و.. فلما حصلت على هذه القوة اخترت أنت تحريك يدك باتجاه اليسار مثلا ..
فالله يفيض عليك ، وأن تتصرف ، كما يحلو لك. فالله أوجد المشيئة .. وأنت اخترت تعليقها بهذا ، أو ذاك. فلما علقتها بهذا أفاض الله عليه الوجود لأجل تعلقها به ، ولو علقتها بسواه لكان قد وجد أيضا بالقوة المفاضة من قبل الله أيضا ، والتي هي تابعة لمشيئتك أنت.
فكما يصح نسبة هذا الفعل إليك ، لأنك أنت الذي اخترته .. كذلك يصح نسبته إلى الله سبحانه ، لأنه هو الذي أفاض عليه الوجود بعد أن اجتمعت مقتضياته وشرائطه التي منها اختيارك وإرادتك ، التي أفاض الله عليها الوجود ، فاخترت تعليقها بفعل ما ، فوجد ، وكان ..
وهذا هو معنى الأمر بين الأمرين ، الذي يقول به الإمامية تبعا لأئمتهم عليهمالسلام ..
ويشبه ما نحن فيه سيارة لها محرك يعمل باستمرار ، فيوجد قوة اندفاع.
فقوة الاندفاع في السيارة موجودة ، بسبب وجود الطاقة التي أنتجها المحرك. ولكن السائق هو الذي يوجه هذا الاندفاع بهذا الاتجاه أو ذاك ..
فالسائق لو لا المحرك لا يستطيع أن يفعل شيئا ، والمحرك لو لا السائق ، لا يوجه السيارة بهذا الاتجاه ، الذي أوصلها إلى هذا البلد بعينه مثلا ..
وكذا الحال في الطاقة الكهربائية التي نوظفها فيما نشاء من موارد ، مع أن المشرف على المولد يتحكم بنا من حيث إنه يقطع التيار عنا في أي ساعة شاء ، كما أننا نحن الذين نختار صرف الطاقة في هذا الاتجاه أو في ذاك ..