هذه الخصوصيات معان تناسب الحال.
إنه تعالى يريد أن يحقق الانسجام بين المعاني التي تتشكل منها ملامح الصورة بجميع عناصرها ، وذلك حين يحقق الانسجام بين الآنية والأكواب التي يقدم بها الشراب .. ليدرك الإنسان من خلال ذلك مستوى من الكرامة والإعزاز الإلهي للأبرار.
ولأجل ذلك : لم يتحدث الله سبحانه عن طعم الشراب هنا ، بل تحدث عن النواحي الجمالية التي يريد لها أن تفرض مستوى أعلى من اللذة التي يعطيها طعم الشراب.
وخلاصة القول : إنه تعالى يتعاطى مع هذا الأمر على قاعدة إيجاد الحوافز ، وانشداد الأرواح إلى نيل هذا الشرف العظيم .. ولأجل ذلك ، فإنه قدم صورة جمالية في مستوى الإعجاز ، حيث أراد أن يرتفع بالإنسان إلى مستويات من الإحساس الأشد رهافة ، والإدراك الأعمق ، والأكثر تجذرا وأصالة .. وهو يهيء له صورة لا بد له من التعاطي معها بإيجابية وانجذاب حقيقي ، وهو يدرك الجمال الساكن في تلك الصورة ، والظاهر بمستوى إعجازي في التناسق والتكامل .. فتلذّ روحه من خلال تذوقه وإدراكه لذلك بعمق ..
* * *