موارد استعمالاته في غير الطلب ، وإن كان غير مساوق لمفهوم الشيء الشامل حتى للجوامد ، ولكنه ليس بالنحو الذي أفيد ، فإن عنوان الواقعة المهمة أو الحادثة المهمة ، ليس هو المعنى المدلول لكلمة الأمر ، لوضوح استعمال كلمة الأمر في موارد ليس فيها أهمية ، ولا أصل الحدوث والوقوع ، وليس من باب الفعل ، أمّا استعماله في موارد عدم الأهمية ، كقولك «كلام زيد ليس بأمر مهم» فهذا صحيح ، وليس في ذلك تناقض ، وأمّا أنه يصح استعمال كلمة الأمر في موارد عدم الحادثة والواقعة ، وذلك كما هو الحال في موارد استعمال كلمة الأمر في الأمور المستحيلة والأمور العدمية ، كقولك اجتماع النقيضين أمر مستحيل ، وشريك الباري أمر مستحيل ، وعدم مجيء زيد أمر غريب ، ففي أمثال هذه الموارد يصح استعمال كلمة الأمر ، مع أنّ شريك الباري ليس حادثة ولا واقعة وكذلك صفات الله تعالى ، كقولك علم الله وصفاته وقدرته أمر لا يتصوره الإنسان ، مع أن علمه وقدرته ليست من الوقائع والحوادث ولا من الأفعال على حدّ تعبير المحقق الأصفهاني «قده». إذن فعنوان الحادثة والواقعة والفعل أضيق دائرة من موارد استعمال كلمة الأمر ، بل نحن نرى أن كلمة الأمر تستعمل في الجوامد أيضا وليس الأمر كما ذكر الميرزا ، من أن كلمة الأمر لا تستعمل في الجوامد فإن الأسماء الجامدة في مقابل المصادر التي يمكن الاشتقاق منها هي على قسمين.
القسم الأول : أسماء الأعلام من قبيل زيد وعمرو.
والقسم الثاني أسماء الأجناس : فما كان من قبيل أسماء الأجناس أيضا يصح استعمال كلمة الأمر فيه ، فمثلا تقول النار أمر ضروري للحياة ، وأمّا ما كان من قبيل أسماء الأعلام بالذات ، مثل «زيد» ، أو بالعرض ، كأن أصبح اسم علم بالإشارة فلا يصح أن يعبّر عنه بأمر ، فلا يقال «زيد» أمر وأنما يقال علم زيد أمر من الأمور ، وهذا كاشف عن أن مفهوم الأمر مساوق مع شيء من قبيل مفهوم الخصوصية ، بمعنى أنه مطعّم بالجانب الوصفي ، ولهذا أسماء الأعلام حيث أنها منسلخة عن الجانب الوصفي نهائيا ومتمحضة في الذاتية