المفردات :
(وَلَمَّا) بمعنى (لم) إلا أن مدخولها متوقع الحصول ، فالمراد نفى الجهاد في الماضي وتوقعه في المستقبل. الجهاد : احتمال المشقة ومكافحة الشدائد. (تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ) المراد : تمنى الشهادة في سبيل الله. (تَلْقَوْهُ) : تشاهدوا هوله وتروا خطره. (انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) انقلب على عقبيه ونكص على عقبيه : رجع وراءه ، والمراد : رجعتم كفارا بعد إيمانكم.
(مُؤَجَّلاً) : ذا أجل ، وهو المدة المضروبة للشيء. (كَأَيِّنْ) : كلمة تفيد الكثرة. (رِبِّيُّونَ) : جماعات كثيرة واحدهم ربّىّ وهو الجماعة. (اسْتَكانُوا) الاستكانة : الاستسلام والخضوع ؛ لأن صاحبها يستكين للخصم. (إِسْرافَنا) : مجاوزة الحد في كل شيء.
(الرُّعْبَ) : شدة الخوف. (سُلْطاناً) : برهانا وحجة ، ولما فيهما من القوة على دفع الباطل سمى سلطانا. (مَثْوَى) المثوى : المكان الذي يكون مقر الإنسان ومأواه.
يبين الله في هذه الآيات أن الثواب في الآخرة منوط بالجهاد والصبر ، كما أن الفوز في الدنيا منوط بإقامة العدل وسلوك الطرق المألوفة ، فسنة الله لا تختلف ، وقد ذكر مع هذا عتابا لبعض من شهد أحدا.
المعنى :
لا ينبغي لكم أن تظنوا بالله الظنون وتصابوا بداء الغرور فتفهموا أن دخول الجنة لا يكون من غير جهاد في الله وصبر على البأساء والضراء وحين البأس «لا» ... إن دخول الجنة لا يكون إلا بالجهاد الكامل لإعلاء كلمة الله ورفع راية الوطن ، وإنما يكون بجهاد العدو وجهاد النفس خاصة في الشباب ، وجهاد حب المال عند البذل في الأعمال العامة النافعة وغير ذلك.
وتمكن الصبر في أنفسكم تمام التمكن على أداء التكاليف وعلى الطاعة وعلى البلاء والحوادث.