وانتشارها بينهم ولا شك أن بين تلك المعارف ما كان يضاد مبادیء الإسلام وأسسه وكان بين المسلمين من لم يتدرع في مقابلها ومنهم من لم يتورع في أخذ الفاسد منها .
فأصبحوا مغمورين في هذه التيارات نظراء ابن أبي العوجاء وحماد بن عجرد ، ويحيى بن زياد ، ومطيع بن أياس ، وعبد الله بن المقفع ، فهؤلاء وأمثالهم بين غير متدرع وغير متورع ، اهتموا بنشر الإلحاد بين المسلمين وترجمة كتب الملاحدة والثنوية من الروم والفرس إلى أن عاد بعض المتفكرين غير مسلمين للإسلام إلا بالقواعد الأساسية كالتوحيد والنبوة والمعاد وكانوا ينشرون آراءهم علناً ويهاجمون بها عقائد المؤمنين .
نحن نرى في التراث اليوناني بفضل التراجم التي وصلت إلينا أبحاثاً حول علمه سبحانه وإرادته وقدرته وأفعاله حتى مسألة الجبر والاختيار ، وقد كان لتلك الآراء تأثير عميق على عقول المسلمين وهم بين متدرع بالحضارة الإسلامية يكافح الشبه ويميز الصحيح من الفاسد ، وبين ضعيف في التعقل والتفكر ليس له من الشأن إلا الأخذ ، فصارت تلك الآراء من مبادیء تكوّن الفرق واختلاق النحل .
دور أهل البيت في عصر الترجمة
وفي هذا الجو المشحون بالآراء والعقائد الصحيحة وغير الصحيحة ، قام أهل البيت بتربية جموع غفيرة من ذوي الاستعداد على المبادیء الأصيلة والمفاهيم الإسلامية وتعريفهم بالأصول الدينية المستقاة من الكتاب والسنة والعقل ، وصاروا يناظرون كل فرقة ونحلة بما فيهم الملاحدة والثنوية بأمتن البراهين وأسلمها .
وقد
حفظ التاريخ أسماء طائفة منهم ، كهشام بن الحكم ، وأبي جعفر مؤمن الطاق ، وجابر بن يزيد ، وأبان بن تغلب البكري ، ويونس بن