قال : فضحك الرب من قوله . قال : فرأيت ابن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن قد سمعتك تحدث هذا الحديث مراراً كلما بلغت هذا المكان من هذا الحديث ضحكت . فقال ابن مسعود : إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يحدث بهذا الحديث مراراً ، كلما بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو آخر أضراسه ـ الحديث (١) .
ورواه ابن خزيمة عن ابن مسعود (٢) وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي .
٤ ـ وروى ابن خزيمة بأسانيد متعددة عن رسول الله ( صلی الله عليه وسلم ) قال : « يتجلى لنا ربنا عز وجل يوم القيامة ضاحكاً » (٣) .
قال ابن خزيمة « باب ذكر إثبات ضحك ربنا عز وجل » : بلا صفة تصف ضحكه ـ جل ثناؤه ـ لا ولا يشبه ضحكه بضحك المخلوقين وضحكهم كذلك . بل نؤمن بأنه يضحك كما أعلم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ونسكت عن صفة ضحكه جل وعلا ، إذ الله عز وجل استأثر بصفة ضحكه لم يطلعنا على ذلك ، فنحن قائلون بما قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) مصدقون بذلك بقلوبنا ، منصتون عما لم يبين لنا ، مما استأثر الله تعالى بعلمه (٤) .
وقد عرفت ما في تأويله من الوهن وأن هذه الأحاديث لو صحت لوجب حملها على ظواهرها من الضحك الملازم لبدو الأسنان والفم ، والقول بأنه يضحك ولا نعلم حقيقته ، تأويل سخيف ، بل الأمر دائر بين القبول تماماً أو الرد كذلك .
____________________
(١) السنة : ص ٢٠٦ ـ ٢٠٨ .
(٢) التوحيد : ص ٢٣١ .
(٣) التوحيد : ص ٢٣٦ .
(٤) التوحيد : ص ٢٣٠ ـ ٢٣١ .