وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله ( صلی الله عليه وآله وسلم ) قال : « يضحك الله لرجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة . قالوا : كيف يا رسول الله ؟ قال : يقتل هذا فيلج الجنة ثم يتوب الله على الآخر فيهديه إلى الإسلام ثم يجاهد في سبيل الله فيستشهد » (١) .
له سبحانه أعضاء ، كأعضاء الإنسان
وذهب أصحاب الصحاح في هذا المجال إلى أكثر من ذلك ولم يقفوا عند ما ذكرناه من الصفات حتى أخذوا يصورونه كإنسان له أعضاء كالوجه واليد والأصابع والحقو ، والساق والقدم ، والقلم يخجل من نشر هذه الأساطير التي أدرجت ـ مع الأسف ـ باسم الحديث عن النبي الخاتم ( صلی الله عليه وآله وسلم ) في الكتب وزخرت بها الصحاح ، ونسجت على منوالها العقائد والأصول ، وعد من خالفها مرتداً كافراً يضرب عنقه وتقسم أمواله على الورثة .
ولأجل إيقاف القاریء على صدق ما ادعيناه في حق أصحاب الصحاح نأتي من كل مورد بنموذج أو نموذجين :
١ ـ الوجه
عن أبي هريرة عن النبي ( صلی الله عليه وآله وسلم ) قال : « خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً . . . » (٢) .
عن أبي هريرة عن النبي ( صلی الله عليه وآله وسلم ) قال : « إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإنّ الله خلق آدم على صورته » (٣) .
وقد أخذه أبو هريرة عن الأحبار وعلى رأسهم كعب الأحبار أستاذه في
____________________
(١) صحيح مسلم ج ٦ ص ٤٠ باب « بيان الرجلين يقتل أحدهما الآخر ويدخلان الجنة » من كتاب الإمارة .
(٢) صحيح البخاري ج ٨ ص ٥٠ كتاب الاستئذان باب « بدو السلام » .
(٣) صحيح مسلم : ج ٨ ص ٣٢ باب « النهي عن ضرب الوجه » من كتاب البر والصلة والآداب .