٨ ـ المسلمون غير المؤمنين
إن القرآن يعد جماعة من الأعراب الذين رأوا النبي وشاهدوه وتكلموا معه ، مسلمين غير مؤمنين وأنّهم بعد لم يدخل الإيمان في قلوبهم قال سبحانه : ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (١) .
أفهل يصح عد عصابة غير مؤمنين من العدول الأتقياء ؟ !
٩ ـ المؤلفة قلوبهم
اتفق الفقهاء على أنّ المؤلفة قلوبهم ممن تصرف عليهم الصدقات قال سبحانه : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (٢) .
والمراد من « المؤلفة قلوبهم » : الذين كانوا في صدر الإسلام ممن يظهرون الإسلام ـ يتألفون بدفع سهم من الصدقة إليهم لضعف يقينهم ـ ، وهناك أقوال أخر فيهم متقاربة والكل يهدف إلى الإعطاء لمن لا يتمكن إسلامه حقيقة إلا بالعطاء (٣) .
١٠ ـ المولون أمام الكفار
إن التولي عن الجهاد والفرار منه ، من الكبائر الموبقة التي ندد بها سبحانه بقوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (٤) .
____________________
(١) سورة الحجرات : الآية ١٤ .
(٢) سورة التوبة : الآية ٦٠ .
(٣) تفسير القرطبي : ج ٨ ص ١٨٧ ، لاحظ : المغني لابن قدامة : ج ٢ ص ٥٥٦ .
(٤) سورة الأنفال : الآية ١٥ ـ ١٦ .