وسلم ) قال له : تقتلك الفئة الباغية . وقال في القرآن : ( فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ) (١) فدل على أنها ما دامت موصوفة بالمقام على البغي فهي مفارقة لأمر الله ، ومن يفارق أمر الله لا يكون مهتدياً . وكان يجب أن يكون بسر بن أبي أرطأة الذي ذبح ولدي عبيد الله بن عباس الصغيرين ، مهتدياً ، لأن بسراً من الصحابة أيضاً وكان يجب أن يكون عمرو بن العاص ومعاوية اللذان كانا يلعنان علياً أدبار الصلاة وولديه ، مهتديين ، وقد كان في الصحابة من يزني ، ومن يشرب الخمر ، كأبي محجن الثقفي ، ومن ارتد عن الإسلام ، كطليحة بن خويلد فيجب أن يكون كل من اقتدى بهؤلاء في أفعالهم مهتدياً .
٥ ـ إن هذا الحديث « أصحابي كالنجوم » من موضوعات متعصبة الأموية فإن لهم من ينصرهم بلسانه وبوضعه الأحاديث إذا عجز عن نصرهم بالسيف وكذا القول في الحديث الآخر وهو قوله « خير القرون القرن الذي أنا فيه » وممّا يدل على بطلانه أن القرن الذي جاء بعده بخمسين سنة . هو شرّ قرون الدنيا وهو أحد القرون التي ذكرها في النص وكان ذلك القرن هو القرن الذي قتل فيه الحسين ، وأوقع بالمدينة ، وحوصرت مكة ، ونقضت الكعبة وشربت خلفاؤه والقائمون مقامه المنتصبون في منصب النبوة ، الخمور وارتكبوا الفجور ، كما جرى ليزيد بن معاوية ولزيد بن عاتكة وللوليد بن يزيد وأريقت الدماء الحرام ، وقتل المسلمون وسبي الحريم ، واستعبد أبناء المهاجرين والأنصار ونقش على أيديهم كما ينقش على أيدي الروم ، وذلك في خلافة عبد الملك ، وإمرة الحجاج ، وإذا تأملت كتب التواريخ وجدت الخمسين الثانية ، شراً كلها ، لا خير فيها ولا في رؤسائها وأمرائها ، والناس برؤسائهم وأمرائهم . والقرن خمسون سنة فكيف يصح هذا الخبر ؟ .
٦ ـ فأما ما ورد في القرآن من قوله تعالى : ( لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢) ، وقوله : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ . . . ) (٣) وقول
____________________
(١) سورة الحجرات : الآية ٩ .
(٢) سورة الفتح : الآية ١٨ .
(٣) سورة الفتح : الآية ٢٩ .