قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) (١) وقال : ( فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ) (٢) وقال : ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (٣) (٤) .
قتل الخليفة
قد تصافق أهل السير والتاريخ أن عثمان بن عفان قد حوصر ثم هوجم وقتل في عاصمة الإسلام ، قد قتله الصحابة والتابعون لهم بإحسان ، حتى منعوا عن تجهيزه وتغسيله ودفنه والصلاة عليه ، وهذا إمام المؤرخين يتلو علينا كيفية الإجهاز عليه والهجوم على داره بعد محاصرته قرابة أربعين يوماً :
يقول الطبري : دخل محمد بن أبي بكر على عثمان فأخذ بلحيته . . . ثم دخل الناس فمنهم من يجأه بنعل سيفه ، وآخر يلكزه وجاءه رجل بمشاقص معه فوجأه في ترقوته ودخل آخرون فلما رأوه مغشياً عليه جروا برجله ، وجاء التجيبي مخترطاً سيفه ليضعه في بطنه فوقته نائلة فقطع يدها ، واتكأ بالسيف عليه في صدره وقتل عثمان رضي الله عنه قبل غروب الشمس » .
وفي نص آخر يقول : « طعن محمد بن أبي بكر جنبيه بمشقص في يده وضرب كنانة بن بشر مقدم رأسه بعمود ، وضربه سودان بن حمران المرادي بعد ما خر لجبينه ووثب عمرو بن الحمق فجلس على صدره وبه رمق فطعنه تسع طعنات إلى آخر ما ذكره » (٥) .
وقد وقعت الواقعة بمرأى ومسمع من معظم الصحابة وليس لأحد أن يتفوه أنهم لم يكونوا عالمين بها فإنها ما كانت مباغتة ولا غيلة حتى يكونوا في غفلة
____________________
(١) سورة المجادلة : الآية ٢٢ .
(٢) سورة الحجرات : الآية ٩ .
(٣) سورة النساء : الآية ٥٩ .
(٤) الشرح الحديدي : ج ٢٠ ص ١٢ ـ ٣٣ والرسالة مبسوطة مفصلة أخذنا المهم منها .
(٥) تاريخ الطبري : ج ٣ ص ٤٢٣ .