الحافظ « عبد الله بن يوسف بن محمد الزيلقي المصري » ( م : ٧٦٢ ) بجمع أسانيده ومتونه في كتابه : « تخريج أحاديث الكشاف » وقد اهتم فيه بهذا الحديث سنداً ومتناً ، إهتماماً بالغاً ، لم يسبقه إليه غيره . . .
غير أن القضاء فيما جمعه من الأسانيد خارج عن مجال هذه الرسالة ولأجل ذلك نبحث فيه على وجه الإجمال ، فنقول :
إن ها هنا من لا يعتقد بصحة الحديث منهم : ابن حزم ، في كتابه : « الفصل في الأهواء والملل » قال : ذكروا حديثاً عن رسول الله (ص) « أن القدرية والمرجئة مجوس هذه الأمة » وحديث آخر « تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة كلها في النار حاشا واحدة فهي في الجنة » ( ثم قال : ) هذان حديثان لا يصحان أصلاً من طريق الأسناد ، وما كان هكذا فليس حجة عند من يقول بخبر الواحد ، فكيف من لا يقول به (١) .
وهناك من يعتقد بصحة الاستدلال لأجل تضافر أسناده ، يقول محمد محيي الدين محقق كتاب « الفرق بين الفرق » : « اعلم أن العلماء يختلفون في صحة هذا الحديث فمنهم من يقول إنه لا يصح من جهة الأسناد أصلاً لأنه ما من إسناد روي به إلا وفيه ضعف ، وكل حديث هذا شأنه لا يجوز الاستدلال به ، ومنهم من اكتفى بتعدد طرقه ، وتعدد الصحابة الذين رووا هذا المعنى عن رسول الله (ص) . . . » (٢) .
وقد قام الحاكم النيشابوري برواية الحديث عن سند صحيح يرتضيه الشيخان قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سلمة العنزي ( ثنا ) عثمان بن سعيد الدارمي ( ثنا ) عمرو بن عون ووهب بن بقية الواسطيان ( ثنا ) خالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( صلی الله عليه وآله وسلم ) « افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وافترقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة ، وتفترق أمتي
____________________
(١) الفصل في الأهواء والملل ج ١ ص ٢٤٨ .
(٢) الفرق بين الفرق ، التعليقة ص ٧ ـ ٨ .