عمر (١) فقال لي : عمر خير من ابنه فقد رضي علياً للخلافة على المسلمين وأدخله في الشورى وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه قد سمى نفسه أمير المؤمنين فأقول أنا ليس للمؤمنين بأمير . فانصرفت عنه » (٢) .
وهذا يعرب عن أن مسألة التربيع كانت مسألة ثقيلة على هذا المحدث وقد كان غير الكوفيين على هذا المذاق .
ومما يؤيد عدم كون خلافة الخلفاء من صميم الدين : أن أحمد بن حنبل في رسالته المؤلفة حول مذاهب أهل السنة لم يذكرها في عداد العقائد الإسلامية بل بعدما أكمل بيان العقائد قال : ومن السنة ذكر محاسن أصحاب رسول الله ( صلی الله عليه وآله وسلم ) والكف عما شجر بينهم ، فمن سب أصحاب رسول الله أو واحداً منهم فهو مبتدع رافضي ، حبهم سنة ، والدعاء لهم قربة ، والاقتداء بهم وسيلة ، والأخذ بآثارهم فضيلة ، وخير هذه الأمة ـ بعد نبيها ـ أبو بكر ، وخيرهم بعد أبي بكر عمر ، وخيرهم بعد عمر عثمان ، وخيرهم بعد عثمان علي رضوان الله عليهم خلفاء راشدون مهديون . . (٣) .
وأمّا البحث عن الدليل الدال على أفضلية بعضهم على بعض وفق تسلسل زمانهم فسيوافيك الكلام فيه في الجزء السادس .
* * *
( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) .
( فاطر : ٢٣ )
____________________
(١) الحديث المنسوب إلى ابن عمر هو « كنا نعد ورسول الله حيّ وأصحابه متوافرون : أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت » .
(٢) طبقات الحنابلة : ج ١ ص ٣٩٣ .
(٣) كتاب السنة ص ٤٩ .