يقول : إن حماداً كان لا يحفظ وكانوا يقولون إنها دست في كتبه . وقد قيل إن ابن أبي العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه (١) .
٦ ـ قال السيد المرتضى : « لما قبض محمد بن سليمان ، وهو والي الكوفة من قبل المنصور ، عبد الكريم بن أبي العوجاء وأحضره للقتل وأيقن بمفارقة الحياة قال : لئن قتلتموني فقد وضعت في أحاديثكم أربعة آلاف حديث مكذوبة » (٢) .
٧ ـ يقول ابن الجوزي : « إن عبد الكريم كان ربيباً لحماد بن سلمة وقد دس في كتب حماد بن سلمة » (٣) .
نرى أن المحدثين يروون باسنادهم عن حماد ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، مرفوعاً : « رأيت ربي جعداً أمرد عليه حلة خضراء » . وفي رواية أخرى : « إنّ محمداً رأى ربه في صورة شاب أمرد ، دونه ستر من لؤلؤ قدميه أو رجليه في خضرة » (٤) .
٨ ـ وقال الشيخ محمد زاهد الكوثري المصري في تقديمه على كتاب « الأسماء والصفات » للحافظ أبي بكر البيهقي : « إن مرويات حماد بن سلمة في الصفات ، تجدها تحتوي على كثير من الأخبار التافهة تتناقلها الرواة طبقة عن طبقة ، مع أنه قد تزوج نحو مائة امرأة ، من غير أن يولد له ولد منهن ، وقد فعل هذا الزواج والنكاح فعله ، بحيث أصبح في غير حديث « ثابت البناني » لا يميز بين مروياته الأصليّة وبين ما دسه في كتبه ربيبه ابن أبي العوجاء ، وربيبه الآخر زيد المدعو بـ « ابن حماد » ، فضلّ بمروياته الباطلة كثير من البسطاء . ويجد المطالع الكريم نماذج شتى من أخباره الواهية في باب التوحيد من كتب الموضوعات المبسوطة وفي كتب الرجال ، وفعلت مرويات نعيم بن
____________________
(١) ميزان الاعتدال : ج ١ ص ٥٩٣ ، ومات حماد عام ١٦٧ .
(٢) أمالي المرتضي : ج ١ ص ١٢٧ ـ ١٢٨ .
(٣) الموضوعات : ص ٣٧ طبع المدينة ، ولاحظ تهذيب التهذيب : ج ٣ ص ١١ ـ ١٦ .
(٤) ميزان الاعتدال : ج ١ ص ٥٩٣ ـ ٥٩٤ ، وهذه الأساطير المزخرفة من مفتعلات الزنادقة نظراء : ابن أبي العوجاء دسوها في كتب المحدثين الإسلاميين ، تعالى عما يقول الظالمون .