حَكِيمٌ)(١).
وفي السورة إشارة إلى مسألة التعاون في الحياة الاجتماعية ، جاءت في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ)(٢).
وفيها الإشارة إلى مسألة «المساواة» وأن لا شعوبية في الإسلام ، ولا عنصريّة ، ولا قوميّة ، وأن لا فضل لأحد على غيره إطلاقا ، لا حسبا ولا نسبا ، إلّا بفضيلة التقوى ، وهو التعهّد في ذات الله.
كما فيها الإشارة أيضا إلى مسألة «الأخوّة الإسلاميّة» المتطلبة للإيثار والتضحية ، فوق قانون العدل والإنصاف.
وفي القرآن كثير من عبارات يسيرة انطوت على مفاهيم ذات أحجام كبيرة ، كقوله تعالى في سورة الانفال : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى)(٣) إشارة إلى مسألة «الأمر بين الأمرين» وأن لا جبر ولا تفويض ، وهي من المسائل المذيّلة ذات تفصيل طويل.
وكقوله تعالى في سورة الواقعة : (أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ)(٤) إشارة إلى مسألة «الاستطاعة» وأن لا استقلال للعباد فيما يتصرّفون
__________________
(١) الحجرات / ٨.
(٢) الحجرات / ١٣.
(٣) الأنفال / ١٧.
(٤) الواقعة / ٦٣.