له بالخلافة والوصاية بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مصرّا على ذلك.
أخرج الحافظ السجستاني بإسناده إلى ابن عباس ، قال : «وجبت والله في أعناق القوم ...» (١).
وأما مواقفه بشأن الدفاع عن حريم أهل البيت فكثير (٢).
وأخيرا فإنه هو القائل : «إنّ الرزيّة كل الرزيّة ما حال بين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب! الذي كان فيه فصل الخطاب. وأيضا قوله : «يوم الخميس ، وما يوم الخميس!». ثم بكى حتى بلّ دمعه الحصى ، إلى غير ذلك مما لا يحصى (٣).
الأمر الذي ينبؤك عن مدى صلته بهذا البيت الرفيع ، ومبلغ ولائه وعرفانه
__________________
(١) راجع : الغدير للعلّامة الأميني ، ج ١ ، ص ٤٩ ـ ٥٢ رقم ٧٦.
(٢) من ذلك ما نظمه الشاعر العبقري أبو محمد سفيان بن مصعب العبدي الكوفي ، في أنشودة رثابها الإمام أبا عبد الله الحسين سيّد الشهداء عليهالسلام ، استنشده إيّاها الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام ، قال فيها :
وقد روى عكرمة في خبر |
|
ما شكّ فيه أحد ولا امترا |
مرّ ابن عباس على قوم وقد |
|
سبّوا عليّا فاستراع وبكا |
وقال مغتاظا لهم : أيّكم |
|
سبّ إله الخلق جلّ وعلا؟! |
قالوا : معاذ الله. قال : أيّكم |
|
سبّ رسول الله ظلما واجترا؟! |
قالوا : معاذ الله. قال : أيّكم |
|
سبّ عليّا خير من وطئ الحصا؟! |
قالوا : نعم ، قد كان ذا. فقال : قد |
|
سمعت والله النبي المجتبى |
يقول : من سبّ عليّا سبّني |
|
وسبّتي سبّ الإله ، واكتفى! |
(الغدير ، ج ٢ ، ص ٢٩٤ ـ ٣٠٠)
(٣) شرح النهج لابن أبي الحديد ، ج ٢ ، ص ٥٤ ـ ٥٥.