بشأن آل الرسول صلوات الله عليهم أجمعين. (١)
ومن ثمّ كان الأئمّة من ذريّة الرسول عليهمالسلام يحبّونه حبّا جمّا ويعظّمون من قدره ويشيدون بذكره. روى المفيد في كتاب الاختصاص بإسناده إلى الإمام أبي عبد الله الصادق عليهالسلام ، قال : كان أبي (الإمام أبو جعفر الباقر عليهالسلام) يحبّه (أي ابن عباس) حبّا شديدا. وكان أبي ، وهو غلام ، تلبسه أمّه ثيابه ، فينطلق في غلمان بني عبد المطّلب ، فأتاه (أي ابن عباس) بعد ما أصيب بصره ، فقال : من أنت؟ قال : أنا محمد بن عليّ بن الحسين بن علي فقال : حسبك ، من لم يعرفك فلأعرفك (٢) ، أي يكفي أني أعرفك من أنت.
كانت ولادة الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام ، سنة (٦٠) على قول راجع (٣) ، قبل واقعة الطفّ (٦١) بسنة. وقد كفّ بصر ابن عباس بعد واقعة الطفّ ؛ لكثرة بكائه على مصائب أهل البيت عليهمالسلام. (٤) وفي رواية : أنه كفّ بصره قبل وفاته بسنة (٥) ، وكانت وفاته عام (٦٨) وعليه ـ إن صحت الرواية ـ فقد كانت سنّ الإمام أبي جعفر حينذاك بين السادسة والسابعة.
قال العلّامة ـ في الخلاصة ـ : عبد الله بن العباس من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان محبّا لعلي عليهالسلام وتلميذه ـ حاله في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنين أشهر من أن يخفى. وقد ذكر الكشّي أحاديث تتضمن قدحا فيه ، وهو أجلّ من ذلك.
__________________
(١) راجع : بحار الأنوار ، ج ٣٦ ، ص ٢٤٣ و ٢٨٥ وج ٤١ ، ص ١٦ ـ ١٨.
(٢) بحار الأنوار ، ج ٤٢ ، ص ١٨١ ، رقم ٣٩.
(٣) رجّحه ابن حجر في تهذيب التهذيب ، ج ٩ ، ص ٣٥١.
(٤) بحار الأنوار ، ج ٨٩ ، ص ١٠٥ ، عن كتاب سعد السعود للسيد ابن طاوس ، ص ٢٨٥.
(٥) سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ١٥١.